أبو إسماعيل خليفة أيها المقادسة: أسأل الله تعالى أن يُمَتِّعنا وإياكم بعودة القدس.. أيها الأفاضل: لقد دخلت جيوش الإنجليز الأرض الطاهرة المقدسة والمسجد الأقصى لا يزال تحت حكم المسلمين وأشعلت الحروب تلو الحروب على هذا المسجد المبارك حتى كانت النكسة التي هزمت فيها جيوش العرب فدخل المسجد الأقصى تحت حكم الصهاينة وسيطرتهم لأول مرة في تاريخ المسلمين وفرح اليهود بذلك أشد الفرح وهتفوا بثارات خيبر ونادوا باستعادة يثرب وأنشدوا نشيدا مزق أكباد أصحاب الغيرة والنخوة من المسلمين إذ كانوا يرتجزون قائلين: (محمد مات وخلف بنات) يرددونها بالعربية والعبرية. ولكن بقي المسلمون المقادسة وكعهدهم محافظين على المسجد الأقصى رغم خضوعه لحكم اليهود وسلطانهم يفدونه بأرواحهم ويتناوبون على حراسته وحمايته. وتلك شعلة الأمل التي لا يمكن أن تبهت أبداً ف (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف: 87. وإننا وإياهم لعلى يقين بنصر الله وأنه آت لا محالة. والله غالب على أمره. فيا أحبابنا على أرض الإسراءِ والمعراج: نحيي صمودكم وبطولاتِكم. سلام عليكم أيها الصابرون المرابطون سلامٌ عليكم يا صناع المجدِ. سلام عليكم يا من قدمتم الغاليَ والنفيس سلام عليكم يا من تفتحت لشهدائِكم أبوابُ الجنان.. لله درّكم ما أكبرَ هممَكم وما أشدَ جَلَدَكم على النائبات فاصبروا وصابروا ورابطوا واحتسبوا فقد أزفت ساعةُ البشرى ودنت لحظاتُ الخلاص إننا والله نفخَر بكم ونعتزُ بثباتِكم ونناجي ربَنا ليومِ فرجكم القريب.. هنيئا.. هنيئا لكم.. وطوبى لكم حتى يأتي أمر الله ومن أوفى بعهده من الله؟. روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: (بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِس). أيها المقادسة: أسأل الله تعالى أن يُمَتِّعنا وإياكم بعودة القدس وأرض فلسطين عزيزةً مُظفَّرة عاجلاً غير آجل بإذن الله تعالى وأن تعود إلى حوزة الإسلام والمسلمين وأن يُكَحِّلَ الله عيوننا برؤية المسجد الأقصى في أقرب وقت إن شاء الله تعالى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.