بدأت قوات موالية للوران غباغبو مهاجمة مركبات الأممالمتحدة وإحراقها في ساحل العاج منذ يوم الخميس مع تصاعد التوترات بين غباغبو والمنظمة الدولية التي تعترف بمنافسه الحسن واتارا رئيسا للبلاد. وتدور في ساحل العاج، أكبر منتج للكاكاو في العالم، رحى صراع عنيف على السلطة منذ انتخابات 28 من نوفمبر التي أفرزت فوز واتارا. وتؤكد الاممالمتحدة إن واتارا هو الفائز لكن غباغبو الذي تولي الحكم عام 2000 رفض نتيجة الانتخابات التي اعتمدتها الاممالمتحدة. وفي جنيف أشارت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى احتمال وجود مقبرة جماعية ثالثة في ساحل العاج. وقالت بيلاي إن قوات ساحل العاج تمنع الوصول الى موقع بالقرب من مدينة دالوا في وسط البلاد حيث تفيد تقارير بوجود مقبرة جماعية بينما وجهت لهم اتهامات بالقيام بذلك في موقعين آخرين داخل أبيدجان وحولها. واضافت للصحفيين في جنيف "اشعر بقلق بالغ الآن من ان مقبرة جماعية ثالثة اكتشفت. لم يسمح لممثلي هناك بل ان ممثلي الاممالمتحدة لم يسمح لهم أيضا بالوصول الى المقابر الجماعية". وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي في بيان ان الامين العام بان كي مون "يشعر بقلق بالغ ان قوات نظامية وغير نظامية موالية للسيد غباغبو بدأت مهاجمة مركبات الاممالمتحدة واحراقها". وقال "ابتداء من صباح الخميس وقع إجمالاً ستة حوادث لمثل هذه الهجمات في ابيدجان وأحرقت فيها مركبة عسكرية لبعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ساحل العاج". وقال مسؤولون للامم المتحدة انه وقع ايضا هجوم بالحجارة على سيارة اسعاف اصيب فيه السائق وطبيب. وقال مسؤولون للامم المتحدة انهم يخشون ان يحاول جباجبو استفزاز قوات حفظ السلام لتطلق النار على المدنيين لاثارة رد فعل معاد يجبر هذه القوات على الانسحاب من البلاد. وكان غباغبو أمر قوات حفظ السلام بمغادرة ساحل العاج الشهر الماضي لكن الاممالمتحدة رفضت الاعتراف بسلطته في اتخاذ مثل هذه القرارات. ومن المتوقع ان يوافق مجلس الأمن الدولي على زيادة قدره 2000 جندي لقوات حفظ السلام لكن دبلوماسيين قالوا ان التصويت تأجل إلى الاسبوع المقبل. وكانت الانتخابات تهدف إلى تضميد جراح الدولة التي قسمتها حرب أهلية دارت في عامي 2002 و2003 إلى جنوب تسيطر عليه الحكومة وشمال يديره المتمردون لكنها تسببت بدلا من ذلك في تعميق الانقسامات. وتشير أرقام الاممالمتحدة إلى أن العنف أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص منذ الانتخابات وأدى الخوف من احتدام الصراع إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص إلى ليبيريا المجاورة. وتشتبه الأممالمتحدة في أن العديد من القتلى سقطوا على أيدي قوات أمن موالية لغباغبو او ميليشيات حليفة له أثناء الغارات التي تشنها ليلا على الاحياء بالاضافة إلى خطف مئات آخرين. ورفض معسكر غباغبو مرارا التقارير بشأن المقابر الجماعية وفرق الموت ووصفها بانها "افتراءات من قبل حلفاء واتارا". وأعلنت لجنة الانتخابات في البلاد فوز واتارا بالانتخابات وترى العديد من الحكومات الأجنبية أنه الرئيس الشرعي بعد الانتخابات التي أقرتها الاممالمتحدة. لكن غباغبو يرفض التنحي مستمدا دعما من المحكمة العليا في البلاد ومازال يسيطر على قوات الامن. وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بي. جي كراولي ان الولاياتالمتحدة تشعر بقلق متزايد من "تحريض نظام غباغبو على العنف ضد الاممالمتحدة" واضاف: نحن ندين بشدة التدخل في عمل الاممالمتحدة. وفي لفتة تأييد لواتارا قالت وزارة الخارجية انها تقبل مرشحه لتولي منصب سفير ساحل العاج لدى الولاياتالمتحدة الذي لم يحدد هويته.