وعد رئيس ساحل العاج المنتهية ولاية لوران غباغبو ب''عدم الاذعان'' للضغوط الدولية أو لمنافسه الحسن واتارا الذي يطالبه بالتخلي عن رئاسة البلاد، مؤكدا تمسكه بالسلطة. وقال غاغبو في خطاب متلفز ألقاه بمناسبة رأس السنة الميلادية: ''لن نذعن للضغوط'' منددا بما وصفها بأنها ''محاولة انقلابية تجري تحت عباءة المجتمع الدولي''. وناشد غباغبو خصمه الحسن واتارا، المعترف دوليا بفوزه في الانتخابات الرئاسية الدخول في حوار. وفي الإطار ذاته، قالت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلار، إنها بعثت رسائل إلى غباغبو ومسؤولين آخرين أوضحت لهم فيها أنهم قد يخضغون للمساءلة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في ساحل العاج. واتهمت الأممالمتحدة قوات الأمن الموالية لغباغبو باختطاف وقتل الأشخاص المرتبطين بالمعارضة. وأضافت المفوضة الأممية أن المسؤولين في ساحل العاج فشلوا في التحقيق في مزاعم بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان بما فيها العثور على الأقل على قبرين جماعيين. وفي السياق نفسه، زار الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان بنين لإجراء محادثات مع نظيره بوني يايي، بشأن الأزمة السياسية التي تشهدها ساحل العاج علما بأن رئيس بنين كان واحدا من ثلاثة رؤساء أفارقة زاروا ساحل العاج في وقت سابق من الأسبوع الجاري في محاولة لم تكلل بالنجاح لإقناع غباغبو بالتنحي. من جهته حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مؤيدي رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو من أن الهجوم على مقر خصمه الحسن واتارا قد يشعل فتيل الحرب الأهلية. وفي اول تلويح من جانبه باستخدام القوة، قال كي مون ان قوات حفظ السلام الدولية في ساحل العاج ستتخذ كافة الخطوات لحماية الموظفيين الدوليين وحماية الحسن واتارا الفائز بالانتخابات. وتقوم قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة بحماية مقر واتارا المعترف به دوليا كفائز في الانتخابات الرئاسية. ومن جانبه، ندد لوران جباجبو بتدخل فرنسا في شؤون بلاده. واشار غباغبو الى ما اسماه المؤامرة التي تقودها فرنسا والولايات المتحدة لإبعاده عن السلطة، وندد بنشاط سفيري فرنسا والولايات المتحدة في الأيام، التي تلت الانتخابات الرئاسية، التي جرت في 28 نوفمبر الماضي، واندلعت إثرها الأزمة الرئاسية. وطالب في وقت سابق برحيل قوات مهمة الاممالمتحدة في بلاده وكذلك القوة الفرنسية ''ليكورن'' التي تدعمها عن اراضي ساحل العاج، لان القوات اخفقت بشدة في مهمتها بالقيام باعمال لا تتفق مع تفويضها، واتهمها بدعم القوات المتمردة السابقة المتحالفة مع الحسن واتارا. من جهته دعا الرئيس المنتخب الحسن واتارا غباغبو الى التنحي عن منصبه، وقال إن بهجة الانتخابات في البلاد تحولت الى حداد جراء رفض جباجبو التنحي وتسليم السلطة.واشار واتارا الى أن اهتمامه ينصب في الوقت الحالي على حماية ارواح المدنيين في ساحل العاج. ويحاول الاتحاد الافريقي ايجاد حل للازمة السياسية في ساحل العاج، بعد شهر من الانتخابات الرئاسية المتنازع بشأنها. ويقول الاتحاد الافريقي وغيره من الجهات الدولية ان الرئيس المتبقي في منصبه لوران جباجبو ليس الفائز الشرعي في انتخابات الرئاسة.وكانت دول غربي افريقيا قد هددت جباجبو بالتدخل العسكري اذا لم يسلم السلطة للحسن وتارا، الذي يعترف به العالم فائزا في انتخابات الرئاسة. وكان انصار واتارا قد سيطروا لفترة قصيرة على سفارة ساحل العاج في باريس يوم الاثنين مطالبين جباجبو بترك السلطة.وفشلت مساعي القادة الأفارقة الثلاثة في إقناع جباجبو بالتخلي عن الحكم بعد أن رفض الإنذار الذي وجههوه إليه باسم الجماعة الاقتصادية لغرب أفريقيا إما التنحي طواعية أو مواجهة التدخل العسكري. ومن جانبه، استبعد وزير خارجية جزر الرأس الأخضر لجوء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى استعمال القوة لإرغام غباغبو على التخلي عن السلطة.ويرى متابعون في عودة الوفد الرئاسي الأفريقي للتفاوض مع غباغبو، تأجيلا للتحرك العسكري ضده.