اجتهدت صحيفة »اليوم السابع« المصرية، المملوكة لرجل الأعمال القبطي نجيب ساوريس مالك شركة جيزي للهاتف النقال، في مقال مشبوه الدوافع والغايات، كثيرا لتزرع بذور الفتنة في وسط الشارع الرياضي الجزائري وعامة الجزائريين؛ من خلال الدعاء الرخيص بأن منتخبنا الوطني الجزائري بات يضم لاعبا يهوديا، وهو أمر لا أساس له من الصحة، تريد من خلاله الصحيفة »الساوريسية« التشويش على استعدادات الجزائر للمونديال، وربما أيضا »الانتقام« لساوريس، الذي أصبح غير مرحب به في الجزائر. »اليوم السابع« فاجأت قراءها يوم الخميس، على نسختها الإلكترونية، حين أوردت خبرا في غاية الغرابة والخبث تنبعث رائحة الكذب و»التخلاط« منه منذ البداية، قالت فيه أنه »بمجرد أن أعلن المدرب الجزائري رابح سعدان عن قائمة ال 25 لاعبا الذين سيدخلون معسكر الخضر في سويسرا ترقبا لخوض نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا الشهر القادم، حتى اندلعت موجة من الغضب والسخط العارمين في الشارع الجزائري، الذي صب جام غضبه على سعدان وروراوة، متهما حكومة بلاده بخيانة الوطن والتنصل لدماء الشهداء والعبث بمصير الشعب الجزائري، وذلك على خلفية ضم لاعب يهودي لصفوف الخضر هو حارس مرمى نادي سلافيا صوفيا البلغاري المدعو رايس وهاب مبولحي«. وإن كان القاصي قبل الداني يعرف أن قائمة سعدان لم تُثر غضب الشارع الجزائري أبدا، وإنما غضب بعض اللاعبين فقط ممن لم تضمهم قائمة »الخضر«، وهو أمر طبيعي، فإن ما سيثير غضب هذا الشارع هو هذه المحاولات العبثية لبعض الجهات المصرية الهادفة للتشويش على تحضيرات »الخضر« للمونديال، خصوصا أن اقتراب موعد نهائيات كأس العالم يذكر جماعة مبارك بأن الجزائر قد »طيّرت« الحلم المونديالي من مصر، وأوشك بسبب ذلك حلم التوريث أن يضيع أيضا! وحتى تظهر صحيفة ساوريس بمظهر الصحيفة الموضوعية زعمت أنها حصلت على خبر هوية الحارس مبولحي من صحيفة فرنسية، ولكن نوايا كاتب المقال، ومن ورائه الصحيفة، ومن ورائهما ربما مالك الصحيفة ساوريس، سرعان ما تظهر جلية للقارئ الذي يكتشف أن »اليوم السابع« هذه تحاول أن تنفخ في رماد الفتنة بين الجزائريين، حين تزعم أن »هذه القضية جاءت لتفجر جملة من الملفات التي تعصف بالمجتمع الجزائري، وتهدد جذوره وهويته الإسلامية والعربية«. وخلصت صحيفة ساوريس التي حاولت ارتداء قناع المدافع عن مصلحة الجزائريين إلى »التحذير« من »المخطط الرامي للقضاء على هوية الشعب الجزائري«، وهو كلام خطير، لم يستبعد متتبعون وقوف رجل الأعمال القبطي نجيب ساوريس شخصيا وراءه، وربما يكون مؤشرا لحملة »تخلاط« وابتزاز بدأها؛ »انتقاما« من الجزائر التي لم يعد مرحبا فيها به، خصوصا في ظل المشاكل الضريبية التي تواجهها شركته التي بات مصيرها مجهولا.