سلطت صحيفة "بلومبرغ" العالمية المتخصصة في الشئون الاقتصادية الضوء على تداعيات انهيار أسعار النفط على قطاع الطاقة وشركات التنقيب، مشيرة إلى أن خطر الإفلاس يهدد الكثير من المستثمرين في هذا القطاع والذي تبلغ قيمته حتى الآن 19 مليار دولار. وأوضحت الصحيفة أن الانهيار الأكبر في قطاع النفط منذ 25 عاماً يصعب على شركات التنقيب أن تحافظ على تماسكها ووجودها، مضيفة أنه منذ بداية عام 2015، انهارت 48 شركة إنتاج نفط وغاز، بعد أن خسرت 17 مليار دولار. ولفتت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ موجة إفلاس الشركات خلال الأيام القريبة إذا فشلت شركات الطاقة "إنرجي إكس إكس إل" و"ساندريغ إنرجي" و"غودريتش بتروليوم كوربوريشن" في التوصل لترتيبات واتفاقات مع الدائنين وأصحاب الأسهم. وتعتبر هذه 3 شركات من بين 8 شركات إنتاج نفط أخرى على الأقل أعلنت فوات الوقت لسداد الديون، وأنها بدأت العد العكسي نحو الإفلاس. وأضافت الصحيفة، نقلا عن جورج شولتسا، مؤسس ومدير شركة "شولتسا إست مانجمنت" في نيويورك، قوله إن قطاع النفط الصخري كان مجالاً قابلاً للنمو والتطوير بشكل كبير، إلا أن الشركات أخطأت عندما أخذت قروضاً أكثر من اللازم. وتابع شولتسا "من المدهش أنهم وجدوا الكثير من الناس المستعدين لمنحهم القروض، إلا أن غالبيتهم اليوم في طريقهم للإفلاس، وأصحاب السندات والأسهم سيخسرون بشكل جماعي أموالاً طائلة". وأردفت الصحيفة إلى أن أصحاب السندات يدفعون اليوم مبالغ طائلة لدعم بداية صناعة النفط الصخري، الذي اعتمد على الائتمان بفوائد عالية. لكن نمو شركات النفط الصخري تعتمد بشكل أساسي على أن تكون أسعار النفط التقليدي عالية، وعليه فإن انخفاض أسعار النفط بالسوق العالمي أضر بقطاع إنتاج النفط الصخري بشكل كبير. وأكدت الصحيفة أن وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعت هذا العام إفلاسات بقيمة 70 مليار دولار في قطاع الطاقة والمعادن والتعدين، وتذكر أن سندات شركات الطاقة التي تباع بأقل من 50 سنتاً تبلغ قيمتها الإجمالية 77 مليار دولار، بحسب آخر تقرير نشرته الوكالة الخميس الفائت. واختتمت الصحيفة تقريرها بتعلق تيم غرماتوفيتش، مدير شركة بريتوس إست مانجمنت الأمريكية على هذا الأمر قائلا: "إن خطأ المستثمرين وأصحاب الشركات هذه أنهم صدّقوا وآمنوا بأن سعر برميل النفط سوف يبقى 100 دولار للأبد، وبسبب هذا الإيمان الخاطئ يدفع أصحاب السندات اليوم الثمن غالياً".