على الرغم من السعي الحثيث لوكالات التشغيل المنتشرة عبر العاصمة في فتح أبواب الشغل لطالبيه من تقنيين سامين وخريجي الجامعة، إلا أن هؤلاء سرعان ما توصد في وجوههم الأبواب مباشرة بعد وصولهم إلى المؤسسة المستخدِمة، والتي عادة ما تطلب منهم ترك وثائق هويتهم وانتظار الاستدعاء الذي تطول مدته دون فائدة تذكر· والأمر وقع للعديد من طالبي الشغل سواء لخريجي الجامعة أو التقنيين السامين في العديد من التخصصات ذلك ما أدى بهم إلى الملل، خاصة وأن أبواب الفرج وبعد انفتاحها على مستوى الوكالات سرعان ما تغلق عند أبواب المؤسسات المستقبِلة· مل الباحثون عن عمل لاسيما المجبرين على المرور عبر وكالات التشغيل من تلك النقطة التي أرقتهم، فبعد إرسالهم من طرف وكالات التشغيل يفاجئون بالصد الذي يتعرضون إليه على مستوى المؤسسات المستخدِمة بعد أن تلعب المحسوبية والبيروقراطية دورا هاما هناك، وعادة ما يؤمر طالب الشغل بوضع ملفه الشخصي ثم الانتظار الذي يدوم طويلا دون أدنى فائدة، مما جعل الكل يتساءل عن دور تلك الوكالات مادام أن طالب الشغل لا يصل إلى الهدف المرجوّ وهو حصوله على منصب شغل، لاسيما بعد التلاعبات التي يواجهها على مستوى المؤسسات المستخدِمة والذهاب والإياب إليها من دون فائدة تذكر، ذلك ما أثار حفيظة البعض وجعلهم ييأسون لطريقة التوظيف المعتمدة على مستوى وكالات التشغيل خاصة وأنها تتحمل جزءاً من المسؤولية لاسيما وأنها تباشر إرسال طالبي الشغل من دون التأكد من توفر المناصب من عدمها مما يؤدي بدوران هؤلاء في حلقة مفرغة بين تلك الوكالات والمؤسسات المستخدِمة· الأمر حصل للعديد من المتخرجين من الجامعة والذي التقيناهم على مستوى وكالة التشغيل بالعاصمة فنقلوا إلينا الأمر بكل معاناة خاصة وأنهم يرون أنفسهم وهم يركضون وراء سراب وبعد فتح الأبواب من طرف الوكالات يفاجئون بغلقها على مستوى المؤسسات المستخدِمة· تقول الآنسة م إنها تعرضت إلى الموقف لمرتين متتاليتين وليس مرة واحدة، ففي الأول تم إرسالها إلى بنك بما يتوافق مع شهادتها، وبعد خضوعها إلى امتحان شفوي هناك وُعدت بالرد إلا أنه لم يحدث شيء من ذاك القبيل على الرغم من عدم خضوع مثل تلك الوظائف المؤقتة إلى إجراء المسابقة إلا أنها امتثلت لطلب تلك المؤسسة وانتظرت بعد ذلك شهرا وشهرين دون أن يطرأ جديد وفقدت الأمل ولم تعد تزُر تلك الوكالات مطولا إلا أنها وجدت نفسها ثانية أمام أبوابها لتعايش نفس الأمر، بحيث تم إرسالها مؤخر إلى إحدى المؤسسات التي طالبتها بالانتظار إلى حين الرد على طلبها وبعد تلك التلاعبات تيقنت أن هناك أمورا خفية في توزيع تلك المناصب المؤقتة التي لم تسلم هي الأخرى من التلاعبات والمحسوبية التي طالتها من كل جانب· وما هذه العينة إلا القليل من الكثير من العينات المشابهة والتي تذوق فيها طالبو الشغل الأمرِّين عل مستوى المؤسسات المستخدِمة بعد ذلك التماطل الظاهر من طرف المكلفين بالتعامل مع طالبي الشغل الذين يتم تراشقهم بين الوكالات وتلك المؤسسات المستخدمة·