مرة أخرى، هاهي الجزائر تتحول إلى عاصمة للشعر العربي، وهي التي كانت من قبل عاصمة للثقافة العربية، وستكون عاصمة للثقافة الإسلامية بعد شهور، وقد كانت الكلمة الشعرية المقفاة وثقافة المقاومة لفحول الشعر وملوك القوافي محور عكاظية الجزائر للشعر العربي في طبعتها الرابعة التي افتتحتها وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي مساء السبت بالجزائر العاصمة التي تدوم إلى غاية 12 ماي وينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام تحت الرعاية السامية لوزيرة الثقافة. قالت خليدة تومي في افتتاح هذه التظاهرة: »وما التاريخ الذي يجمعنا اليوم في هذه الذكرى الخالدة والأليمة لمجازر 8 ماي 1945 إلا قطرة من الإرث المليء بالكفاح والتضحيات الجسام لأبرياء عزل خرجوا للشوارع حالمين بالتحرر على غرار غيرهم من شعوب المعمورة ليصبح الثامن من ماي أحد أهم منابر الحرية في ذاكرة الإنسانية ودعوة أبدية للحرية من الجزائر نحو العالم بأسره لكسر قيود الاستعمار بشتى أنواعه«. وأكدت أن هذا اللقاء الذي يعقد تحت شعار »الشعر وثقافة المقاومة« هو منطلق إيماننا وأنه إن كان الدم هو مهر الحرية فإن الحبر الذي تخط به الكلمات الصادقة هو دم أيضا يَسري في شرايين الأمم الواعية بمشاكلها وتحدياتها«. وأضافت »بأن هذا الجمع الطيب الذي يفوح بعبق الضاد وما ستجود به القرائح من ملكة شعرية مناهم بها الله دون سواهم خدمة لهذه الأمة التي هي بحاجة إلى كل أبنائها من مبدعين ومثقفين«. وذكرت »بفلسطين ضيفة شرف عكاظية 2008 وأيضا فلسطين تاج الجزائر وهي تحتضن فعاليات القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية سنة 2009، مشيرة إلى أنها وتبقى دائما شرف وفخر للجزائر ، مضيفة بأن العكاظية مناسبة لإدامة الحراك الثقافي الذي عهدناه على أرض الجزائر والتي استضافت منذ أشهر خلت جل القارة السمراء في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الافريقي الثاني بعد غياب 40 سنة. ونوهت بالتحضيرات الجارية لتنظيم تظاهرة ثقافية كبيرة وهي تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية مطلع العام المقبل والتي تسعى الجزائر من خلالها الحفاظ على أواصر التواصل بين دول العالم الإسلامي من خلال الثقافة«. كما ذكرت بهذه المناسبة بذكرى رحيل الشاعر الكبير عمر البرناوي في 24 فيفري 2009 وصاحب رائعة »لأجلك عشنا يا وطني« والتي لا يزال كما أضافت صدى صوته يحلق ويجلجل في سماء الأدب والثقافة«.