** لي استفسار حول حديث وصلني عن طريق الإيميل وهو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه: ارحموا عزيز قوم ذل وغني افتقر وعالم ضاع بين الجهال... هل هذا الحديث صحيح أم لا؟ وهل يجب رحمة من كان عزيزاً في قومه . بارك الله فيكم. * يجيب محمود أحمد إسماعيل شل بالقول: الحديث موضوع، والراجح أنه من كلام الفضيل بن عياض، وإليك تفصيل ذلك في هذه النقاط، ومن خلالها يمكنك معرفة الجواب على سؤالك: 1- قال فيه العجلوني في كشف الخفاء: رواه العسكري وابن حبان بسند فيه منكر عن أنس، ورواه الخطيب بسند فيه مجهول عن أنس مرفوعاً مثله، لكن بلفظ: وفقيها يتلاعب به الجهال. 2- رواه ابن حبان في تاريخيه بسند فيه كذاب عن ابن عباس وأبي هريرة مرفوعاً. 3- أخرجه ابن حبان في تاريخه من حديث ابن عباس والديلمي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بأسانيد واهية، والسلماني في الضعفاء عن أنس وضعفه. اه (كشف الخفاء). 4- قال ابن حبان في المجروحين: فيه وهب البختري كان يضع الحديث. وقال ابن معين: كذاب. انتهى 5- ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: إنما يعرف من كلام الفضيل بن عياض، وساقه من جهة الحاكم عن الفضيل بن عياض أنه قال: ارحموا عزيز قوم ذل، وغنيا افتقر، وعالما بين جهال. 6- في "تذكرة الموضوعات" للفتَّني " ارحموا من الناس ثلاثة: شهيد عزيز قوم ذل، وغني مال افتقر، وعالم بين جهال". في طرقه ضعاف. 7- وفي "المنار المنيف" لابن القيم ركاكة ألفاظ الحديث وسماجة معناه تدلان على وضعه ومنها: ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها بحيث يمجها السمع ويدفعها الطبع كحديث: أربع لا تشبع من أربع أنثى من ذكر وأرض من مطر وعين من نظر وأذن من خبر، وحديث: ارحموا عزيز قوم ذل، وغني قوم افتقر، وعالما تلاعب به الصبيان. انتهى 8- أورده الشوكاني -رحمه الله- في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (300) بلفظ: "ارحموا ثلاثة: عزيز قوم ذل, وغني قوم افتقر, وعالماً يتلاعب به الصبيان ". الكلام للفضيل وليس بحديث روى البيهقي في المدخل الى السنن الكبرىفقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ الشَّعْرَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ : قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: ارْحَمُوا عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلَّ، وَغَنِيًا افْتَقَرَ، وَعَالِمًا بَيْنَ الْجُهَّالِ" انتهى الرأي الفقهي برغم أن ما ذكر ليس بحديث، لكن ليس معناه أن لا نرحم عزيز قد ذل؛ لأن الرحمة مطلوبة للعزيز وغيره، على أن تكون بدواعيها الشرعية التي تحتم ذلك، ومن ثم تكون الرحمة واجبة إن كانت في مكانها ومقامها، وإلا فلا رحمة لعزيز أو لغيره .