مشاركون في الملتقى الوطني حول الطريقة القادرية: ** أجمع مشاركون في الملتقى الوطني الرابع حول الطريقة القادرية الذي تتواصل أشغاله في يومها الثاني أمس الأربعاء بورقلة أن الطرق الصوفية كانت مدارس حافظت على وحدة الأوطان وساهمت في وقايتها من العنف والتطرف. وأكد متدخلون من علماء وأساتذة وباحثين جامعيين في هذا اللقاء الذي ينظم تحت شعار (الطريقة القادرية والوحدة الوطنية) أن الطرق الصوفية (قادرية وتيجانية ورفاعية وشاذلية وغيرها) لا تزال تؤدي دورا كبيرا في حماية البلدان الإسلامية من تكالب الإستعمار وصون وحدتها الترابية ووقايتها من شتى مظاهر العنف والتطرف. وأشار في هذا الصدد لخضر عواريب من جامعة ورقلة في مداخلته بعنوان الطريقة القادرية في الجنوب الشرقي ودورها في مواجهة الإحتلال الفرنسي أن هذه الطريقة وغيرها من الطرق الصوفية الأخرى في الجزائر جابهت مبكرا الإستعمار الفرنسي رغم محاولاته اليائسة للتضييق عليها ومحاصرة نشاطها. وأشار أن الطريقة القادرية لم تكف عن تقديم الدعم للمجاهدين إبان الثورة التحريرية المجيدة حيث ذكر في هذا الشأن أن الولاية التاريخية السادسة كانت لها إتصالات مع شيخ الطريقة القادرية آنذاك حمة باهي عندما بدأت فرنسا تخطط لفصل الصحراء عن باقي التراب الجزائري حيث تم الإتفاق على نسف هذا المشروع الإستعماري وهو ما تجسد فعليا في المظاهرات الشعبية العارمة في 27 فيفري 1962 بورقلة. ومن جهته ذكر محمد مصطفى مثالي وهو شيخ الطريقة الرفاعية في ليبيا أن أعلام الصوفية إستطاعوا في كل البلدان الإسلامية قيادة المجتمع تحت راية المنهاج الصوفي الحكيم وكان لهم دورا بارزا في رفع راية الجهاد ضد الإستعمار وكان من بينهم الأمير عبد القادر الجزائري والشيخ عمر المختار والشيخ الرفاعي وغيرهم . وبدوره تحدث محمد سالم العجيل من ليبيا أيضا في مساهمته التي تحمل عنوان دور الطرق الصوفية في حماية الأوطان من التطرف والعنف عن هذه الطرق الصوفية التي كان يعمل مشائخها بروح الإسلام الأصيل الذي ينبذ كل أشكال التطرف والمغالاة. ويشارك في فعاليات هذا الملتقى الرابع للطريقة القادرية الذي تحتضنه دار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة ثلة من المشائخ والأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن فضلا عن شيوخ الزوايا ومريدي الطريقة القادرية وغيرها من الطرق الصوفية الأخرى إلى جانب ضيوف من بلدان عربية وإسلامية. ويناقش المشاركون في إطار هذا الملتقى (19-21 أفريل) الذي تنظمه المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا بالتنسيق مع وزارتي الشؤون الدينية والأوقاف والثقافة عدة محاور تتعلق بالخصوص بمؤسس الطريقة القادرية الشيخ عبد القادر الجيلاني وإسهامات الطريقة القادرية في المحافظة على الهوية الوطنية والشخصية الجزائرية ومواجهة الغزو الثقافي.