دعا أعضاء الرابطة الوطنية للجماعة القادرية إلى ضرورة الإسراع بعقد اللقاء العام للطريقة القادرية للتباحث والتدارس في المسائل الجوهرية، والخروج بقيادة وطنية جديدة للطريقة القادرية• أوضحت الرابطة الوطنية للجماعة القادرية في بيان لها تسلمت "الفجر" نسخة منه، أمس، أن مؤسسات الإعلام الجزائرية تداولت في الآونة الأخيرة سلسلة من البيانات المتضمنة تحديد الأحقية في أمر شؤون الخلافة العامة لدى أتباع الطريقة القادرية، وذهب بعضها إلى تقديم ترشيحات وترشيحات مغايرة، وكأن الأمر عشوائي ولايخضع إلى مرجعيات ومستندات تاريخية وجوهرية تضمنتها النصوص العامة للطريقة القادرية• ونبّهت الرابطة الوطنية للجماعة القادرية في ذات البيان، الذي حمل عنوان "الخلافة القادرية تستند على مرجعيات جوهرية"، والمكونة من فروع المشيخة العامة وجماعة الأخوة القادرية والجمعيات المحلية للزوايا القادرية إلى ضرورة التذكير بجملة من الحقائق المبدئية في تاريخ المسار العام للطريقة القادرية، وهي أولا أن الخلافة العامة في الطريقة القادرية لا تخضع لمبدأ التوريث بقدر ما تعود إلى احتكام مبدأ التشاور وتقديم العلماء عن غيرهم• ثانيا أن مصطلح "عموم إفريقيا" غريب ودخيل على القاموس القادري، ولم يأت ذكره في المراجع التأسيسية المشكلة لهيئات الزوايا القادرية في الجزائر، وبقية الأقاليم الأخرى• والأمر الثالث أن المكلف حاليا بشؤون الخلافة العامة الشيخ محمد بن إبراهيم حساني - شفاه الله وأطال عمره- لم يكن أبدا محل تزكية القادريين لتولي هذه المهمة، بقدر ما كان مقدما فقط على زاوية الرويسات بورفلة• ولهذا فإن مصطلح الخليفة العام للطريقة القادرية لا سند له في النصوص الأصلية للطريقة القادرية• والأمر الرابع والأخير، أن حسم الأمر بين تولي الدكتور محمد بن بريكة قيادة المشيخة العامة للطريقة القادرية أو غيره، إنما يعود إلى اجتماع أهل الحل والعقد وكبار العائلة القادرية ضمن مجلس شوري موسع، يضم مقاديم ومشايخ وعلماء القادرية من كل أنحاء الوطن، وهذا بالرجوع إلى وصية الغوث الرباني سيدي عبد القادر الجيلاني - قدس الله سره- والداعية إلى وجوب تقديم العلماء دون غيرهم في الريادة القادرية، وإلى سند الشيخ البركة سيدي محمد الهاشمي الشريف بن إبراهيم مؤسس الطريقة القادرية في الجزائر، والمتضمن إسناد مهام وشؤون الزاوية القادرية إلى المتحصلين على شهادة التطويع الزيتونية، أو شهادات مماثلة من جامعات إسلامية معتمدة• وبخصوص وضع الطريقة القادرية في الجزائر، أوضح ذات المتحدث، أن الزوايا القادرية في الجزائر صارت مستقلة بداية من شهر مارس من العام الجاري، لأننا استكملنا 5 سنوات منذ انعقاد الملتقى الوطني للطريقة القادرية بواد سوف " ملتقى الشيخ الهاشمي الشريف القادري" شهر مارس من عام 2003، وبالتالي حسبه أن كل المسؤوليات التي أسندت في ذلك الملتقى صارت في حكم اللاغية لانتهاء العهدة "مدتها 5 سنوات"• وعن موقفه من بيان الرابطة للجماعة القادرية، أكد الدكتور محمد بن بريكة، أن ما جاء في البيان صحيحا، وأن المشيخة العلمية للطريقة القادرية، والتي يمثلها بعض علماء القادرية في الجزائر هي الهيئة الوحيدة الموجودة الآن نظريا والمخولة للدعوة إلى الملتقى الوطني للزوايا القادرية، مضيفا أن تلك الهيئة بايعته بالإجماع على تولي قيادة المشيخة العامة للطريقة القادرية في الجزائر، لكن يستطرد ويؤكد أنه لا يمكنه قبول أو رفض ذلك المنصب إلا بعد الملتقى الوطني للزوايا القادرية، وكذلك الملتقى العالمي الذي سيعقد عن قريب• وأضاف في هذا السياق، سواء تعلق الأمر بالملتقى الوطني والعالمي، علينا أن نوكل - كما قال- قيادة المشيخة القادرية للعلماء، الشيوخ، الباحثين والمربيين للطريقة القادرية• وعلى هذا الأساس، نكون قد نفذنا وصية الشيخ "الهاشمي الشريف" المتوفي عام 1923، والتي تنص على وجوب تولي الكفاءات العلمية من الزيتونة وغيرها قيادة الطريقة القادرية•