قبل أيام من حلوله هكذا يستعد الجزائريون لاستقبال رمضان الجزائر واحدة من أكثر البلدان العربية تنوعا في العادات والتقاليد ويرجع هذا التنوع إلى شساعة البلاد وتعدد العادات عبر ولايات الوطن التي تزخر بموروثات تقليدية والتي تتجلى من خلال العديد من المناسبات التي يحتفل بها الجزائريون طوال أيام السنة ومن بين المناسبات التي تتجلى فيها هذه العادات التحضير لاستقبال شهر رمضان المعظم. عتيقة مغوفل لم يعد يفصلنا إلا أيام قليلة على حلول شهر رمضان الكريم ورغم أن الكثير من العادات والتقاليد عرفت اندثارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة إلا أن هناك ولحد الساعة نساء مازلن يستقبلن شهر رمضان على طريقة الجدات. تنظيف البيوت عادة متكررة عادة ما يبدأ التحضير لشهر رمضان وفي الكثير من البيوت الجزائرية عبر كامل ولايات الوطن بإطلاق العنان لحملة تنظيف كبيرة تشمل كل جزء صغير في البيت مع غسل بعض الأفرشة التيكانت تستعمل في فصل الشتاء ليتم تخزينها ومن بين النساء اللواتي يحضرن لاستقبال شهر رمضان بهذه الطريقة السيدة (مونيا) هذه الأخيرة ربة بيت وأم لطفلين التقيناها صدفة بأحد المحلات التجارية بالجزائر العاصمة وفي دردشة بسيطة جمعتنا بها أخبرتنا أنها بدأت تستعد لاستقبال شهر رمضان الكريم وأول الأشياء التي قامت بفعلها أنها ومنذ فترة بدأت بغسل جدران البيت وقد كانت البداية بغرفة الأطفال ثم غرفتها والصالون وقد تركت المطبخ في الأخير وذلك حتى يبقى نظيفا مع قرب شهر رمضان ولم تكتف السيدة (مونيا) بالغسيل فقط بل أنها قامت بخياطة (شورة) جديدة من أجل السهرات الرمضانية وكذلك عيد الفطر المبارك فحسبها لن تستطيع أن تجد أية خياطة خلال شهر رمضان لأن الجميع سينهكه الصيام مع ارتفاع درجات الحرارة ولكن على ما يبدو ليست السيدة(مونيا) الوحيدة التي تعتبر غسل جدران البيت من أهم الأشياء التي تقوم بها من أجل استقبال شهر رمضان بل غيرها من النساء كثيرات وهو حال السيدة (نبيلة) التي قامت ومنذ عدة أيام رفقة ابنتها بغسل جدران البيت بالتدريج وبالغرفة حتى لا تتعب كما أنها غسلت ستائر جميع الغرف لاستقبال الشهر الكريم في أبهى حلة. ولكن ومن جهة أخرى هناك من النساء من تفضل تنظيف البيت بطريقة أخرى ومن بينهن السيدة (فضيلة) هذه الأخيرة فضلت طلاء الجدران على غسلها وذلك تيمنا بما كانت تقوم به حماتها كل نهاية شهر رجب وبداية شعبان وذلك حتى تصوم على رائحة الدهان الجديد حسبها والجدير بالذكر أن العديد من سكان القصبة قديما كانوا يقومون بطلاء كامل جدران الدويرة التي كان يسكنون فيها وكانوا يستعلمون دهانا خاصا يعرف بإسم (الجير) من أجل تبييض الدويرة وقد كانت النساء هن من يقمن بفعل ذلك وقد تتساعد الجارات في ذلك وقد بقيت بعض العائلات الجزائرية تحافظ على هذا التقليد إلا أنها عصرنته من خلال استعمال أنواع جديدة من الدهان بالإضافة إلى ألوان تساير الموضة. تجديد الأواني لاستقبال الشهر ومن بين التحضيرات التي تسارع إليها النسوة شراء الأواني الجديدة لاستقبال الشهر الكريم وفي جولة قادتنا إلى أحد المحلات الخاصة ببيع الأواني بباب الوادي عجبنا من الكم الكبير من الزبونات اللائي كن يترددن على المحل من أجل شراء أواني جديدة تزين بها الموائد الرمضانية إلا أن المثير للانتباه هذه السنة غلاء أثمان بعض الأواني مقارنة بالسنة الماضية فالصحن الخاص بالشربة تراوح ثمنه ما بين 100دينار و130 دينار للصحن الواحد أما الصحون الخاصة بالسلطات فقد بلغت 100دينار في حين الصحون الخاصة بالطبق الثاني أو الطاجين كما يحلو لبعض الأسر تسميتها فقد بلغ سعرها ما بين 80 دينار إلى غاية 150 دينار أما سعر القدور فقد تراوح سعرها ما بين 1100 دينار إلى غاية 3950 دينار للقدر الواحد حسب الحجم والنوعية أيضا والجدير بالذكر أن العديد من النساء أجمعنا أن سعر الأواني هذه السنة قد عرف ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنة الماضية وقد أجمع الباعة على أن ارتفاع الأسعار راجع لانخفاض سعر الدينار مقارنة بالعمولات الأخرى خاصة وأن تلك الأواني كلها مستوردة من الصين. حملات تطوعية لتنظيف المساجد ومن بين الأمورالتي لا تفوت الشباب الجزائري من أجل استقبال شهر رمضان الكريم إطلاق حملة فايسبوكية يرجى من خلالها تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب من أجل تنظيف المساجد في كامل ربوع الوطن فكل من يتفصح الموقع الأزرق هذه الأيام إلا وتصادفه العديد من الصفحات الخاصة بتنظيف المساجد لاستقبال شهر رمضان المعظم على غرار صفحة (حملة تنظيف مساجد على مستوى الجمهورية) التي تسعى إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من المتطوعين لتنظيف أكبر عدد من مساجد الجزائر وذلك لاستقبال المصلين الذين يتوافدون عليها بالملايين من أجل تأدية الصلاة.