كشف المدرب السابق لوفاق سطيف، نور الدين زكري، في هذا الحوار الذي خص به »المساء، النقاب عن الكثير من العراقيل التي يواجهها منذ ان طلق تشكيلة »الكحلة«، التي عمل فيها في ظروف يصفها ب»المتعفنة«، كما يعتبر أن »مؤامرة خطيرة« تحاك ضده لتحطيم مساره التدريبي في عالم كرة القدم سواء في الجزائر أو في الخارج، مرجعا سبب ذلك الى صراحته الكبيرة التي ازعجت الكثيرين، حسب قوله. كيف هي أحوالك؟ والله بخير، والحمد لله. انقطعت اخبارك في المدة الأخيرة، هل قررت الابتعاد عن الأضواء؟ لا لا، كل ما في الأمر انني كنت في ايطاليا في الاسابيع القليلة الماضية، ومنها اخذت عطلة بتونس التي غادرتها الى الجزائر منذ ثلاثة أيام فقط. وهل سيطول مكوثك بالجزائر؟ بالطبع، فزيارتي الى ايطاليا لم تكن من اجل الاستقرار، بل لتسوية امور شخصية، والحمد لله أنا الآن في بلدي الجزائر مع عائلتي. لكنك صرحت عند مغاردتك إلى إيطاليا انك ستستقر هناك، لأنك سئمت محيط العمل المتعفن هنا. لم أصرح بهذا اطلاقا، لست ادري من أين لكم بهذا الكلام (يتعجب)، بعض الصحافيين هداهم الله، يقولون كلاما على أفواه الناس لا يصدقه حتى المجانين، وخير دليل على أنني لم أصرح بذلك، هو أنني اليوم في الجزائر. ربما نسبت إليك تلك التصريحات لأنك غادرت الى ايطاليا في قمة تذمرك بعد الذي حدث لك في وفاق سطيف؟ صحيح أنني تركت الوفاق مكرها، غيرأنني لم أصرح بذلك، حيث قلت في كل ما قلته لرجال الاعلام انني ارفض العمل في محيط متعفن، كالذي كان يعيشه الوفاق. يبدو أنك لم تستسغ بعد ابعادك بتلك الطريقة؟ بطبيعة الحال، أتحدى اي مدرب في الجزائر أو في الخارج أن يتوج بخمسة ألقاب مع فريقه في ظرف اشهر قليلة، رغم الظروف غير المريحة التي عشتها في سطيف. على ذكر الوفاق، هل تؤكد أن المشاكل مع ادارة سرار قد حلت نهائيا؟ القضية الآن في اروقة العدالة، ولا وجود لأي صلح مثلما يزعم البعض، وأؤكد أنني مازلت أتابع ادارة الوفاق لاسترجاع كامل حقوقي التي لن تهضم مادام في الجزائر عدالة، واكشف بالمناسبة أني أدين لوفاق سطيف بأجرة عام كامل وعدة أشهر، مثلما ينص عليه العقد في حال فسخه من جانب الوفاق. تبدو متذمرا جدا من تجربتك في سطيف؟ ليس من تجربتي في الوفاق فحسب، بل مما أعيشه في الوقت الراهن، من قبل البعض ممن يريدون عرقلتي أينما توجهت للتدريب. هل من توضيح؟ بعد التجربة الفاشلة »أخلاقيا« مع الوفاق، وصلت الى قناعة اني غير مرغوب في بالجزائر، فقررت المغادرة الى الخارج، غير انني وجدت من يعرقل مهمتي حتى خارج الحدود الجزائرية. كيف ذلك؟ لا يخفى على احد أنني كنت على وشك تولي شؤون العارضة الفنية للترجي التونسي بعد مغادرتي الوفاق بقليل، غير أن بعض الأشخاص تآمروا علي بالوشاية لدى مسيري الترجي، بأن زكري مدرب فاشل ولا يجيد سوى حرب التصريحات النارية في الجرائد وتأليب الأنصار على إدارات الفرق التي يدربها، فكانت النتيجة أن توقفت المفاوضات مع التونسيين، بعد ذلك تفاوضت مع اتحاد طرابلس الليبي، ولكن نفس الاشخاص واصلوا تآمرهم على ابن بلدهم ليحرموه من منصب عمل واجرة يعيش منها. من هم هؤلاء الأشخاص الذين يتآمرون عليك؟ أعذرني فلن أذكر اسماءهم، ولكنهم يعرفون أنفسهم جيدا. ولماذا يتعاملون معك بهذه الطريقة في نظرك؟ لا لشيء إلا لأنهم لم يتقبلوا صراحتي في انتقاد الأمور والوضع المتعفن »أخلاقيا« الذي تعيشه كرة القدم الجزائرية، وهو ما أحرجهم كثيرا، كما لم تعجبهم التتويجات التي حصلت عليها مع الوفاق، فأرادوا تحطيمي حتى خارج الجزائر، وأضيف لك امرا مهما... تفضل... بعض مسؤولي الاندية في الجزائر أبلغوني أنهم يخشون التعاقد معي مخافة ان تدفع انديتهم ثمن ذلك غاليا، وكأن الأمر يتعلق بشخص مجرم له سوابق، لذا فهم لا يرغبون في تدريبي لفرقهم لأنهم سيتعرضون لمؤامرة كالتي اتعرض لها حاليا. وما فائدة هؤلاء الأشخاص الذين تحدثت عنهم في كل ما يجري لك؟ لست أدري، ولكن كما قلت لك سابقا ربما لم تعجبهم صراحتي واحراجي لهم، خاصة وانهم يدعون حب الجزائر والنهوض بالكرة فيها، غير أن الحقيقة عكس ذلك تماما، ولا يهمهم سوى ملء جيوبهم من ريع الكرة، وهو ما وقفت عليه من خلال تجربتي في الجزائر. هل من توضيح حول هذه النقطة؟ الأمر لا يحتاج الى توضيح، فالجميع لا يهمه امر تطوير كرة القدم الجزائرية تماما، ولو كان الأمر كذلك، فلماذا غادرت الوفاق بتلك الطريقة رغم أن جيوش الأنصار ساندتني، فسرار لو كان فعلا يبحث عن تطوير الكرة الجزائرية لما أقدم على التضحية بمدرب جلب لفريقه خمسة تتويجات في سبعة أشهر، والأمثلة كثيرة جدا عن تعفن الأمور الى حد لا يطاق. إذن تعتبر نفسك مظلوما وضحية »حقرة«؟ وماذا تعتبر أنت هذه الممارسات، غير أن تسميها »حقرة«؟ لقد وصلت الأمور الى حد حرماني من جائزة أفضل مدرب في الجزائر، التي أظن أنني أستحقها بعد كل ما حققته مع الوفاق، ولكن بسببي تم إلغاء الجائزة نهائيا هذا العام، بإيعاز من هؤلاء الأشخاص الذين لن يهدأ لهم بال إلا بتحطيمي. ولكنها مجرد جائزة رمزية؟ لم أقل العكس، ولكن لماذا حجبت عندما جاء دور زكري للتتويج بها، ولكن الحمد لله فالعديد من الفضائيات الأجنبية العربية اعتبرتني ابرز مدرب في الجزائر للموسم المنقضي، كما أنها تعجبت (الفضائيات) لكوني مدربا بطالا (قالها ضاحكا). قلت منذ قليل أن أندية تخوفت من استقدامك، هل يمكن معرفتها؟ لا أستطيع الكشف عن ذلك حاليا، حيث أنها تفاوضت مع مناجيري ولم أفصل في الأمر بعد. وماذا تنتظر حتى تفصل في ذلك؟ بكل صراحة لن أدرب الأندبية الصغيرة، حيث أسعى للإشراف على ناد كبير يضمن لي الحماية اللازمة حتى أكون في منأى عن أي ظلم مستقبلا. صراحة ما هي الصورة التي تكونت لديك عن الكرة الجزائرية بعد تجربتك القصيرة فيها؟ من الجانب الفني لا بأس بها، وبالإمكان أن تكون احسن مما هي عليه الآن، كما أن هناك بعض المسيرين في أنديتهم يعملون بجد لتطوير مستواهم، أما اخلاقيا فالأمور تتجه نحو الهاوية بسبب الممارسات التي يتفنن فيها بعض أشباه المسيرين في الفرق. بماذا تريد أن تختم كلامك معنا؟ اأقول لكل من ظلمني أو أراد تحطيمي، أن زكري لن يلتفت إليهم وسيكمل طريقه الذي رسمه منذ مدة، كما أشكركم على إتاحة الفرصة لي للتعبير عن الظلم الذي أتعرض إليه.