اقتربت امتحانات البكالوريا، والتي سيكون السادس من شهر جوان القادم موعدا لها، ورغم أن التحضير لها لا بد أن يكون طيلة أيام السنة الدراسية، إلاّ أنّ الكثير من التلاميذ يكثفون المراجعة في الأسابيع القليلة الباقية التي تسبق الامتحانات، خاصة بعدما شهدته السنة الدراسية من اضطرابات في المنظومة التربوية، جعلت البعض يضاعف مجهوداته، ويكثف من ساعات المراجعة، حتى يظفر بالشهادة. »أخبار اليوم« اقتربت من بعض الطلبة المقبلين على امتحان البكالوريا، وتنقلنا معهم إلى بعض الأماكن التي عادة ما يرتادونها للمرجعة فلاحظنا أن طرقهم تختلف، فالبعض يفضل المكتبات ومقاهي الأنترنيت ومراجع العلم المعروفة، وآخرون يفضلون الهدوء والسكينة في الغابات وعلى شواطئ البحار، حيث يتنقلون جماعات إليها، يحملون معهم كراريسهم وكتبهم وأوراقهم، كما أن هناك من يختار التكثيف من الدروس الخصوصية ومراجعة مواضيع وأسئلة الامتحان للسنوات الماضية، وفي المقابل فإن البعض يفضل الهروب من كل ذلك واللجوء إلى الراحة، خاصّة إن كان مجتهدا في دراسته، وبذل مجهودات كبيرة طيلة السنة الدراسية. فريد ورضا وكمال وسوسن، يدرسون في ثانوية »المقراني« بابن عكنون، يحضّرون لشهادة البكالوريا رغم أنّ اختصاصاتهم تختلف، إلاّ أنّ ما يجمعهم هو الطريقة التي اختاروها في المراجعة للامتحان، فقد فضلوا الهروب إلى غابة بوشاوي، لأن الهدوء، وكما قال لنا رضا، خير مكان يستطيع الواحد من خلاله التركيز والفهم، كما صارحنا أيضا أنه سقط السنة الفارطة في امتحان البكالوريا وسيجتازه للمرة الثانية هذه السنة، غير أنه في المرّة الأولى لم يكن جادا، أو على الأقل لم يستعد له كما ينبغي، أما هذه السنة فقد درس وجاهد وعمل كل ما بوسعه ليحصل على الشهادة، وقد أتى إلى الغابة مع أصدقائه حتى يتبادلوا المعلومات بينهم، حتى يفيد كلّ واحد منهم الآخر. أما سوسن فقالت إنها لا تستطيع في بيتها وفي الغرفة التي تتقاسمها مع أختها الصغرى أن تدرس بهدوء أو دون أن يحدث ما يقطع عليها تركيزها، وهو ما جعلها تختار أن ترافق زملاءها إلى الغابة حتى تتمكن من المراجعة بكل راحة. تلاميذ آخرون فضَّلوا التغيب عن الدروس الأخيرة في الثانوية، وذلك ليدرسوا مع بعضهم البعض، وذلك أحسن لأن الأيام التي تسبق البكالوريا عادة ما تكون مضطربة، فلا يحضر كل التلاميذ، وحتى الأساتذة يتغيب البعض منهم، وهو الأمر الذي يجعلهم يضيعون وقتا أكثر من الذي يربحونه، فالأفضل إذا أن يتبادلوا المعارف فيما بينهم، أو أن يبقوا على اتصال مع الأساتذة الذين يعرفونهم، والذين من شأنهم أن يساعدوهم في الإجابة على بعض المواضيع التي استعصت عليهم، وهو ما فعله مجيد ومحمد وأمين الذين شكلوا جماعة، وصاروا يدرسون فيما بينهم، في المكتبات الجامعية وحتى تلك الخاصّة، حيث قال أمين إنه اتفق مع أصدقائه أن يمضوا الشهر الذي يسبق الامتحانات في المراجعة معهم، وهكذا يتمكن كل واحد منهم من الإفادة والاستفادة والتحضير للشهادة بشكل جيد، أمّا محمد ورغم أنه حضر جيدا إلاّ أنه لم يخف علينا تخوفه من الامتحانات ومن الأيام التي تسبق ظهور النتائج، وهو شهر يصفه لنا بشهر التوتر والقلق، وحتى كأس العالم لن يتابع مجرياتها بسلام واطمئنان، لأنها التجربة الثانية بالنسبة، له ففي العام الماضي رسب في الامتحانات، وإذا رسب للمرة الثانية، فسيكون الأمر صعبا بل كارثيا، خاصة وأنه قرر ألاّ يحاول مرة ثالثة. وهناك تلاميذ يفضلون الراحة وعدم الاقتراب لا من الكتب ولا من المراجع لأنهم وببساطة حضروا للشهادة طيلة أيام السنة، ولم ينتظروا الأشهر والأسابيع القليلة ليفعلوا، وهو ما جعلهم يخصصون الوقت المتبقي للاستراحة والتخلص من القلق والخوف الذي عادة ما يساور كل مقبل على اجتياز امتحان الباكالوريا.