بعد أن أفسدت الباك وضربت مصداقية المنظومة التربوية ** أخذت فضيحة باك 2016 بُعدا سياسيا وشعبيا كبيرا وأثيرت حولها الكثير من القضايا التي ظلت حبيسة اللامبالاة لسنوات طويلة من بينها تغوّل الغشاشين وأعداء القيّم في قطاع التعليم الأمر الذي غذّى فكرة المؤامرة لدى الرأي العام والكثير من السياسيين والناشطين هذه النظرية يبدو أنها تمثل خارطة طريق الوزيرة بن غبريط للهروب من المسؤولية والتعمير أكثر في الوزارة وبالتالي تنفيذ إسلاخاتها الهدامة لما تبقى من قيم وثوابت في المدرسة الجزائرية. أعلنت وزارة التربية إعادة إجراء امتحان البكالوريا 2016 في ال19 جوان الجاري بعد فضيحة تسريب مواضيعه في الدورة الأولى والتي أخذت أبعادا سياسية كبيرة كما تصدرت عناوين وسائل الإعلام الجزائرية وحتى الدولية وأثيرت حولها الكثير من الشائعات التي غذت فكرة المؤامرة عند الكثير من الجزائريين. واعتبر الوزير الأول عبد المالك سلال ما حدث خلال امتحان البكالوريا مساسا بالأمن القومي المراد منه هو زعزعة استقرار الجزائر. بينما قالت بن غبريط فيما يفسر على أنه هروب تكتيكي من المسؤولية وتعكز على نظرية المؤامرة _إن العمل على تسريب مواضيع مثل هذا الامتحان يعتبر محاولة لتخريب البلد مضيفة دون المساس بمجريات التحقيق واستباق الأحداث فيما يخص نتائج التحريات التي تقوم بها مصالح الأمن المختصة يمكننا الجزم أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا العمل الإجرامي كانوا يريدون ضرب بلدنا في أهم ما يكسب وهو نظام التربية والتعليم. أويحيى يدعم نظرية المؤامرة وقدم رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي جرعة أكسجين لبن غبريط عندما ركز على نظرية المؤامرة في حديثه عن فضيحة باك 2016 خلال مؤتمر صحفي الأحد أين دعا إلى معاقبة المسؤولين عن تسريب المواضيع وقال إنه يتأسف (لتسييس البكالوريا في الجزائر). واعتبر أويحيي أن عملية الاحتيال هذه ليست مجانية بل هي مؤامرة تستهدف الإصلاحات التي اقترحتها الوزيرة في إشارة إلى الإسلاميين دون أن يذكرهم. وتساءل أويحيي (وزيرة التربية كانت تسعى لتطبيق برنامج إصلاح يعود تاريخه لعام 2000 يعارضه المحافظون بشدة هل يجب على 800 ألف طالب أن يدفع ثمن هذه المعارضة؟). وعبر أويحيي عن مساندة الحكومة لوزيرة التربية قائلا إن هذه الوزيرة ظلت تواجه هجوما مركزا يقوده محافظون بطريقة مشينة وصلت إلى حد التشكيك في أصولها وعقيدتها وأنا أقولها بصراحة إنها الوزيرة الوحيدة التي أعادت الهيبة للقطاع من خلال الإصلاحات التي تقودها وكفانا متاجرة بالدين لتحقيق أغراض سياسيوية . أياد أجنبية بدوره أكد رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة أحمد قوراية أن عملية تسريب مواضيع البكالوريا تم التخطيط لها من قبل أياد خارجية مشيرا لوجود مؤامرة في الأفق تهدف إلى كسر المؤسسة التعليمية الجزائرية وفق ما جاء في بيان له. وتابع قوارية إن تسريب المواضيع مقصود ومدبّر تم التخطيط له من قبل أياد خارجية ونفذ أجندتها بإيعاز من الداخل الذين يفتقدون إلى الوعي والقيّم الوطنية المثلى . تنبؤات ومطالب برحيل الوزيرة وليست هي المرة الأولى التي يعرف فيها امتحان البكالوريا فضيحة بهذا الشكل في الجزائر حيث تمت إعادته عام 1992 إثر حصول تسريب ما دفع وزير التربية آنذاك علي بن محمد إلى الاستقالة وهو ما جعل بعض المراقبين يتنبأون ويطالبون كذلك برحيل بن غبريط هذه الوزيرة التي أثارت جدلا بدعوتها لإدراج اللهجة الدارجة في المدارس. كما حاولت المساس بالثوابت الإسلامية والوطنية من خلال إصلاحات جديدة بنكهة تغريبية قديمة على المناهج التربوية والكتب المدرسية إلا أن النقابات والطلاب وأولياءهم وسياسيين عبروا عن رفضهم لهذه الإصلاحات ونظموا اعتصامات وإضرابات أمام الوزارة. وفي السياق كشف النائب عن حزب العدالة والتنمية لخضر بن خلاف في تصريح صحفي إنه تم توجيه مراسلة لرئيس الجمهورية للمطالبة بإقالة الوزيرة نورية بن غبريط من منصبها بسبب الفضيحة التي هزت أركان الدولة.