مع لجوء العائلات إلى أسلوب الادخار تراجع مظاهر الاكتظاظ والطوابير في أسواق سوق أهراس تراجعت ظاهرة الاكتظاظ والطوابير لاقتناء المواد الغذائية المختلفة في الأيام الأولى من شهر رمضان الجاري بسوق أهراس حسب ما لوحظ خلال جولة عبر بعض أسواق المدينة وقد عمدت العائلات إلى طريقة التخزين المسبق وشراء ما تحتاجه من مواد غذائية خشية ارتفاع أسعارها ما أدى إلى تراجع تشكيل الطوابير التي كثيرا ما لوحظت خلال السنوات الماضية. وقد اتسمت التقاليد الاستهلاكية للعائلات السوقهراسية خلال هذا الشهر الفضيل بنوع من الحكمة وترشيد النفقات لاسيما وأن رمضان هذه السنة تزامن مع موسم جني مختلف أنواع الخضر والفواكه مقابل وفرة كبيرة في مختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك أو حتى المواد الظرفية المقترنة بشهر الصيام وحسب عديد العارفين بالتسوق فإن حملات التوعية والتحسيس التي أطلقتها الجهات المعنية على غرار مديرية التجارة ووسائل الإعلام والرامية أساسا إلى ترشيد الاستهلاك والحد من التزود بكميات من المواد الغذائية دون استهلاكها جعل الكثير من المتسوقين يعزفون عن ملء قففهم بكل ما لاذ وطاب من مواد غذائية وعلى الرغم من الأسعار المعقولة للخضر والفواكه باستثناء أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء وحتى السمك التي عرفت ارتفاعا فاحشا إلا أن المواطن السوقهراسي أصبح يعي تماما أهمية ترشيد الاستهلاك لمجابهة متطلبات ومصاريف موسم الاصطياف وأفراح العائلة وقد عمدت عديد العائلات السوقهراسية التقليل من مصاريف قفة رمضان على الرغم من انخفاض أسعار بعضها لتزامن رمضان مع جني المحاصيل من الخضر والفواكه وهو ما أدى إلى استقرارها وحتى تدني أسعار بعضها الآخر. ودفع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة هذه الأيام بعديد المتسوقين إلى تغيير نمطهم الغذائي معتمدين على السوائل على غرار العصائر مقابل تراجع بارز للإقبال على السلع الاستهلاكية التقليدية مثل العجائن وإذا كان عدد آخر من المواطنين يعتبرون أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل التقاليد والعادات الاجتماعية الاستهلاكية في هذا الشهر وهو ما يحتم -حسبهم- التفنن في شراء كل ما لاذ وطاب من مواد غذائية عادة ما تكون ديكورا مميزا لمائدة الإفطار الرمضانية إلا أن دعوات الجهات المعنية من جمعيات حماية المستهلك ومديرية التجارة ومختلف وسائل الإعلام كان لها الأثر الإيجابي في ترشيد استهلاك المواطن في هذا الشهر الفضيل من خلال تعديل أنماط الاستهلاك وما له من أثر على استقرار الأسعار والحفاظ على ميزانية العائلة. من جهتهم أجل مواطنون آخرون اقتناء بعض المواد الغذائية مرتفعة السعر لتحقيق نوعا من التوازن في الميزانية العائلية وبالتالي الاستعداد لمصاريف اقتناء كسوة الأطفال لعيد الفطر وموسم الاصطياف ومناسبات الأعراس والختان خلال فصل الصيف الذي سيليه مباشرة الدخول المدرسي وما يتطلبه من مصاريف يستحق أن تولي لها العائلة كامل الأهمية.