لم تقتصر الأسعار الملتهبة للخضر والفواكه على شهر رمضان المنقضي، وإنما استمرت إلى غاية شهر شوال، حيث ارتفعت أسعارها إلى مستوى قياسي فيما حافظت أخرى على السقف ذاته، مما يبقي على عجز العائلات ذات الدخل المحدود عن اقتناء ما يلزمها من أساسيات السلع ذات الاستهلاك الواسع. وفي جولة "المساء" أمس إلى بعض أسواق العاصمة، لاحظت استغراب المواطنين للأثمان المطبقة، واستمرار ارتفاعها إلى ما بعد رمضان، فقد بيعت البطاطا بسوق كلوزال ب 55 إلى 60 دج، الجزر ب 50 إلى 70دج، البصل 40 إلى 50دج، أما الطماطم والخس والفاصوليا الخضراء والبسباس فحطمت الرقم القياسي فالأولى تراوح سعرها بين 60 و110 دج، والثانية بين 80 و100دج، والفاصوليا الخضراء ب 180، والبسباس ب 100دج إلى جانب ذلك وصل ثمن الخيار إلى 70دج والفلفل بين 50 و80دج، والقرعة بين 70 و80دج. وبسوق فرحات بوسعد "ميسونيي" لم تختلف أسعار الخضر، وكذلك الحال بالنسبة للفواكه التي لم تنزل إلى المستوى المقبول، فالعنب بين 100 و140 دج، والإجاص بين 80و120دج والموز ب 100دج. ولاحظنا العديد من المتسوقين الذين ما إن يقرؤا الأسعار المشهرة حتى ينفضوا، باحثين عما سواها. وحسب أحدهم فإن القفف صارت تعود شبه خاوية، أو نصف مملوءة في أحسن الأحول. وطالب من التقيناهم من المواطنين بتفسير مراقبة نوعية وأسعار مواد استهلاكية دون أخرى، لكن بدا بعض المتسوقين غير مندهشين لأسعار المعروضات، مشيرين أن شهر شوال هو الآخر صار فترة لصيام "الأيام الستة" أو "صيام الصابرين" التي تحافظ فيها العديد من العائلات على الطابع الرمضاني، فتستمر في إعداد أطباق الإفطار، ودليله في ذلك الإقبال على "الحشيشة" والبقدونس في إشارة إلى إعداد الشربة. وتساءل أحد المتبضعين بسوق كلوزال عن وضعية العائلات ذات الدخل المحدود، التي لم تعد قادرة على اقتناء ما يلزمها من المواد ذات الاستهلاك الواسع، وخاصة الأساسية التي تشكل صلب التغذية في بلادنا على غرار البطاطا والبصل. من جهتهم فسر تجار التجزئة هذا الغلاء بما يفرضه تجار الجملة الذين يسيطر عليهم المضاربون، وقال أحد التجار بسوق فرحات بوسعد أن السلعة تباع أكثر من أربع مرات حتى تصل إلى تاجر التجزئة، وبذلك فإنه من الطبيعي أن يتضاعف سعرها، ويصبح غير معقول، إلا أن تاجراً آخر فسّر الارتفاع خلال هذه الأيام بالتقلبات الجوية والأمطار التي حالت دون جني المحاصيل، خاصة البطاطا، متوقعاً أن هذه المادة ستعود إلى المستوى المقبول في الأيام المقبلة حيث ستنزل إلى ال 30 دج للكلغ.