حصار بري وبحري لوقف زحف الفارين من الموت ** تتمدد مأساة اللاجئين في بقاع العالم فلقد تحولت إلى كرة لهب تتقاذفها الدول فيما بينها خوفا من الاحتراق فلقد سقطت كل الأقنعة وغرقت حقوق الإنسان في عرض المتوسط بعد أن قرر قادة الدول الأوربية غلق كل الأبواب واعتراض طريق اللاجئين الفارين من الموت إلى الموت ! ق. د/وكالات دعا وزير الخارجية البلغاري دانيال ميتوف إلى توحيد نظام الهجرة واللجوء في أوروبا وعقد اتفاقات مع دولة ثالثة لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إليها. كما أعرب عن تأييده للنموذج الأسترالي القاضي باعتراض المهاجرين في عرض البحر وإعادتهم من حيث أتوا. تصريحات الوزير البلغاري التي جاءت على هامش المنتدى الأوروبي السنوي الذي افتتح أعماله في مقاطعة النمسا السفلى (غرب فيينا) بمشاركة وزراء خارجية ودبلوماسيين ومسؤولين أوروبيين وخبراء في الشؤون الأوروبية. وقال وزير الخارجية البلغاري في المقابلة الصحافية إن أوروبا بحاجة إلى توحيد نظام اللجوء والهجرة وعقد اتفاقيات مع بلدان ثالثة من أجل إعادة المهاجرين غير الشرعيين إليها. وأضاف ميتوف تعليقاً على اقتراح نظيره النمساوي سابستيان كورتس باعتراض المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر وإعادتهم إلى بلدانهم الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من التكامل لإدارة مشتركة للحدود الخارجية على خلفية أزمة اللاجئين. وأشار إلى أن اللاجئين بحاجة إلى حماية دولية وقال: نحن لدينا التزامات مع تركيا ولبنان والأردن لكن لسنا ملتزمين بشيء تجاه المهاجرين لأسباب اقتصادية وفق تعبيره. واعتبر وزير الخارجية البلغاري اقتراح نظيره النمساوي بالأخذ بالنموذج الأسترالي باعتراض المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر وإعادتهم إلى بلدانهم أنه اقتراح معقول لتثبيط همم المهاجرين لأسباب اقتصادية مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى وقف الدخول غير القانوني إلى أراضيه وفتح الطريق القانوني. قلق أممي من جهته أعرب إرنو سيمون المتحدث باسم مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المجر عن قلقه من إعادة الأخيرة طالبي لجوء إلى البلاد التي قدموا منها بالقوة. وأوضح سيمون أن إغلاق المجر حدودها أمام اللاجئين في فيفري الماضي والتي كانت تعد طريقهم نحو دول أوروبا الغربية اضطرهم (اللاجئين) إلى السير نحو مراكز العبور التي أنشأتها المجر على حدودها مع صربيا. وأوضح أن قرابة 5 آلاف شخص تقدموا بطلبات لجوء في المجر خلال الشهور الأربعة الماضية إلى جانب 15 ألف آخرين اجتازوا الأسلاك الشائكة ودخلوا البلاد. وأضاف طالبو اللجوء ينتظرون بصبر على حدود المجر امتثالاً لقوانينها (..) المعدل الأعلى لعدد قبول طلبات اللجوء في مراكز العبور منخفض جدًا خاصة أن المسؤولين قالوا في سبتمبر الماضي إنهم سيتابعون إجراءات 100 شخص يوميًا غير أن هذا الرقم يقتصر على 10 أو 15 شخصًا يوميًا في ظل توافد مئات الأشخاص على حدودها بشكل يومي على حد تعبيره. وذكر المتحدث أن طالبي اللجوء نصبوا خيامًا مؤقتة على الحدود المجرية ريثما تفتح السلطات أبوابها أمامهم مضيفًا أن معظمهم يضطر إلى الانتظار شهرا ونصف الشهر في ظل حياة وخدمات رديئة للغاية. وتابع (حاول بعض رجال الشرطة المجريين إبعاد مجموعة من طالبي اللجوء قسرًا أثناء محاولتهم عبور البلاد من صربيا من خلال نهر تيسا مستقلين قاربًا) من دون أن يذكر تاريخ الحادثة. وأضاف المتحدث الأممي نقلاً عن أشخاص كانوا على متن القارب (حاول عناصر الشرطة المجرية إعادة المجموعة بالقوة ما أسفر عن انقلاب القارب وغرق لاجئ سوري وعثر على جثمانه الجمعة الماضية) داعيًا المسؤولين المجريين والصربيين إلى كشف ملابسات الحادثة. وأكد سيمون أنهم يتلقون شكاوى حيال اعتراض قوات الأمن المجرية طالبي اللجوء القادمين من صربيا مضيفًا (الشكاوى التي وصلتنا تفيد باستخدام المسؤولين المجريين القوة لإعادة طالبي اللجوء إلى البلد الذي قدموا منه ونحن طلبنا من المجريين التحقيق في الأمر). ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات المجرية بشأن ما ذكره المسؤول الأممي. جدير بالذكر أنّ المجر التي كانت من أهم الممرات للمهاجرين وطالبي اللجوء الذين قصدوا دول أوروبا الغربية العام الماضي أعلنت مطلع العام الجاري حالة التأهب في المناطق الحدودية ومدّت أسلاكا شائكة على طول خطها الحدودي مع كرواتيا وصربيا لوقف تدفقهم. كما أرسلت عناصر من الجيش والشرطة إلى مناطقها الحدودية بدعم من مجموعة (فيشغراد) التي تضم جمهورية التشيك والمجر وبولونيا وسلوفاكيا. ورفعت الحكومة المجرية في 9 مارس الماضي مستوى تدابيرها الأمنية معلنة حالة الطوارئ في عموم البلاد وسط استمرار حالة الغموض السائدة لدى دول البلقان تجاه المهاجرين واللاجئين.