أعلن وزير العدل التونسي الأزهر القروي الشابي أمس، أن القضاء التونسي أصدر مذكرة جلب دولية بحق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي لجأ إلى السعودية وزوجته ليلى الطرابلسي وأقاربهما، مضيفا خلال مؤتمر صحفي في مقر الوزارة بالعاصم أن ''بن علي وزوجته متهمان بحيازة أملاك منقولة وغير منقولة بطريقة غير قانونية وتحويل أموال للخارج بطرق ملتوية''. وفر بن علي يوم الرابع عشر جانفي الجاري من تونس تحت ضغط انتفاضة شعبية غير مسبوقة، ولجأ إلى السعودية. كما غادرت زوجته ليلى الطرابلسي البلاد في تاريخ لم يعرف بعد على وجه الدقة. وبدأ أمس الاتحاد العام النقابي للعمل في صفاقس، ثاني أكبر المدن التونسية، إضرابا عاما للمطالبة بحل الحكومة الانتقالية التي يهيمن عليها كوادر من النظام التونسي السابق لزين العابدين بن على. وقد اشتبك متظاهرون مع الشرطة التونسية أمس بعد اندلاع أعمال عنف في أعقاب أيام من الاحتجاجات السلمية المطالبة بتخليص حكومة الوحدة الوطنية من الموالين للنظام الحاكم السابق. وبدأت الاشتباكات التي وقعت قرب مكاتب الحكومة في المدينة القديمة، القصبة، ولكن شهودا عيان أكدوا أن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغازات المسيلة للدموع ضد مئات من المحتجين خاصة الشباب الذين كانوا يلقون حجارة. وقد استمرت الاحتجاجات على الحكومة التونسية المؤقتة لليوم الثالث على التوالي وذلك في محيط مقر رئاسة الوزراء. وكان شارع بورقيبة قد شهد تظاهرتين الأولى لدعم الحكومة الانتقالية، والثانية طالبت باستقالتها. واستخدمت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع وذلك لتفريق المحتجين. من ناحية أخرى،طمأن الزعيم الليبي معمر القذافي جيرانه التونسيين بأنه ''مع إرادة الشعب التونسي'' الذي أطاح بالرئيس زين العابدين بن علي حكم تونس منذ سنة ,1987 لكنه حذر في المقابل من تدخلات أجنبية في تونس ومن ''بلقنة'' البلاد. وصرح القذافي في مقابلة تليفزيونية خاصة مع محطة ''نسمة'' التونسية بث سهرة أول أمس، بأن ليبيا ''لن تدخل معركة في تونس لتعيد بن علي بالقوة إلى الحكم''. وأكد الزعيم الليبي أن ''من يروجون لمثل هذه السخافات إنما يضحكون على عقول الإخوة في تونس''، نافيا أن يكون بن علي طلب اللجوء إلى ليبيا بعد الإطاحة به . وكانت مخاوف سادت الأوساط السياسية والشعبية في تونس بعد أن أعلن القذافي في خطاب توجه به يوم 16 جانفي إلى التونسيين، عبر التلفزيون الليبي، أنه ''متألم جدا'' بعد الإطاحة بصديقه بن علي الذي هرب إلى السعودية، معتبرا أنه لا يوجد أحسن من بن علي ليحكم تونس في الفترة الحالية وأنه يتمنى لو يبقى بن علي رئيسا لتونس مدى الحياة.