لا زال وبعد نصف قرن من الاستقلال سكان قرية أزواميك التابعة لبلدية السواقي مقر الدائرة بالمدية، يعانون جملة من النقائص في كل مجالات التنمية والزائر لهذه القرية التي تشبث سكانها بأراضيهم سنوات الجمر والدمار، يكتشف لأول وهلة حجم المعاناة اليومية لهؤلاء السكان الذين لا يتذكرهم المسؤولون إلا عندما يحتاجون إلى أصواتهم في الانتخابات البلدية والولائية كل خمس سنين حسب أحدهم، لانعدام أدنى المرافق الضرورية لحياة بني البشر، هذا ما تضمنته شكواهم الأخيرة إلى المسؤول التنفيذي الأول على رأس ولاية المدية، وهو في طريقه من بلدية سيدي زيان إلى السواقي والتي تمكنت أخباراليوم من الحصول على نسخة منها· طالب سكان هذه القرية النائية بضرورة النظر إلى المشاكل التي يتخبطون فيها، مطالبين بفك العزلة عنهم وفلذات أكبادهم المتمدرسين بالإكمالي والثانوي بالمنطقة الحضرية بالسواقي، في ظل انعدام طريق معبد يربط قريتهم ومقر البلدية، لأن الطريق الريفي المؤدي للقرية وغير المعبد لا يصلح حتى لعبور الجرارات، خاصة في الشتاء حينما يتحول إلى برك مائية، كما يعاني ذات السكان من انعدام المياه الصالحة للشرب حتى في فصل الشتاء حسب محدثنا، فمواطنو هذه القرية لا زالوا يعتمدون على الدواب في جلب قطرة الماء للطهي والشرب و··و··رغم وجود خزان الماء وأنابيب التوزيع المدشنة قبل خمسة أشهر فقط، أين يضطر السكان إلى توظيف أطفالهم في عملية جلب هذه المادة الضرورية للحياة، وكثيرا ما تؤثر سلبا على نتائجهم الدراسية في آخر كل سنة دراسية، إضافة إلى النقص الفادح في النقل المدرسي وهذا في ظل توفر حافلة التضامن بالبلدية، حيث يضطر تلاميذ مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي إلى قطع المسافة مشيا على الأقدام محافظة على التقليل من ظاهرة التغيب اليومي عن مقاعد الدراسة، ومما جاء في خاتمة شكواهم أن سكان أزواميك سبق لهم وأن راسلوا السلطات المحلية والولائية عديد المرات، في شأن التخلص من الثلاثي اللعين الفقر والعزلة والعطش، ولهذا ناشدوا الوالي من خلال رسالتهم إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على حجم المعاناة بهذه القرية المنسية·