جماعة مسلحة ببنغازي تدعو لمقاتلة القوات الفرنسية ** هولاند ارفع يدك عن ليبيا! هل هناك قوات تابعة لدول أجنبية تقوم بتنفيذ عمليات عسكرية سرية فوق الأراضي الليبية حاليا؟ وما طبيعة تلك العمليات وأهدافها؟ فرضت تلك التساؤلات نفسها على الساحة عقب إعلان وزارة الدفاع الفرنسية ومن قبلها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نبأ مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين خلال مهمة سرية في ليبيا مؤكدة بذلك للمرة الأولى وجود جنود فرنسيين للقيام بعمليات عسكرية في هذا البلد وهذا ما فجر موجة غضب عارمة بين الليبيين الذين رفضوا بسدة التواجد الفرنسي على أرضهم ق.د/وكالات تعد تلك هي المرة الأولى التي تؤكد فيها باريس وجود قوات فرنسية في ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في عام2011 وكانت وسائل الإعلام قد تداولت ما نشرته غرفة عمليات تحرير مدينة أجدابيا من صور لأجزاء من حطام طائرة أسقطت على يد مقاتلي سرايا الدفاع عن بنغازي وأعلنت أن اثنين من قتلى طاقم الطائرة الأربعة بدت ملامحهما أجنبية. وزارة الدفاع الفرنسية قالت في بيان لها إن وزير الدفاع جان ايف لودريان يأسف لخسارة ثلاثة ضباط صف فرنسيين خلال مهمة في ليبيا بدون أن يضيف أي تفاصيل عن مكان وزمان وظروف الحادث. وأشادت الوزارة ببسالة وتفاني هؤلاء العسكريين الملتزمين بخدمة فرنسا والذين يؤدون كل يوم مهاما خطرة في مواجهة الإرهاب. وكانت تلك هي المرة الأولى التي تقر فيها فرنسا بوجود قوات خاصة في ليبيا بعد أن كانت تكتفي بتأكيد تحليق طائراتها فوق ليبيا لجمع معلومات. وفي ليبيا أفاد مسؤولون في شرق البلاد أن العسكريين قتلوا عندما استهدفت جماعة مسلحة طائرتهم في منطقة المقرون على بعد نحو 65 كلم غرب بنغازي. ونقلت وسائل الإعلام ما صرح به عضو في جهاز القوات الخاصة من أن الفرنسيين هم مستشارون (عسكريون) وكانوا في طائرة ضمن مهمة استطلاعية. وأشار بيان آخر إلى أن المجموعة التي استهدفت المروحية طراز (مى 17) حاولت الهجوم على الجهة الغربية لبنغازي بهدف دخول المدينة. وكانت القوة المهاجمة مؤلفة من عشرات السيارات المحملة برشاشات مضادة للطائرات. وعقب إعلان وزارة الدفاع الفرنسية عن مقتل 3 من جنودها في ليبيا شارك مئات الليبيين في تظاهرات شهدتها عدة مدن ليبية تنديدا بالوجود العسكري الفرنسي في البلاد التي تخوض حربا ضد تنظيم داعش. الليبيون غاضبون وفى طرابلس تظاهر المئات في ساحة الشهداء ورفعوا لافتات تندد بالوجود العسكري الفرنسي كتب على إحداها لا للاستعمار الفرنسي وعلى أخرى أولاند ارفع يدك عن ليبيا. وعلى النقيض مما أعلنته وسائل الإعلام العالمية فإن الحادث الأخير لا يعد المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن قيام فرنسا بعمليات عسكرية سرية داخل الأراضي الليبية. فقد شهد شهر فيفري 2016 أنباء تفيد بأن وحدة من القوات الخاصة وخدمة العمليات السرية التابعة لوكالة المخابرات الفرنسية تشارك في المعارك ضد تنظيم داعش في ليبيا في إطار حرب سرية تستهدف زعماء التنظيم. وأضافت المصادر التي أوردت الأنباء أن مدونين متخصّصين تحدثوا عن رؤية قوات خاصة فرنسية فى شرق ليبيا منذ منتصف فيفري. وكشفت صحيفة لوموند من جهتها وفي وقت سابق أن وحدات من القوات الخاصة والمخابرات الفرنسية تنفذ عملية سرية ضد مقاتلي تنظيم داعش فى ليبيا بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وتمت الإشارة إلى أن الرئيس فرانسوا أولاند وافق شخصيا على عمل عسكري غير رسمي تنفذه وحدة من القوات الخاصة وخدمة العمليات السرية لوكالة المخابرات الفرنسية في ليبيا. وشملت العمليات السرية لفرنسا في ليبيا توجيه ضربات متفرقة تستهدف زعماء تنظيم داعش في محاولة لعرقلة انتشاره في ليبيا. ووقتها امتنعت وزارة الدفاع الفرنسية عن التعليق على محتوى تقرير لوموند لكن مصدرا مقربا من وزير الدفاع قال إنه أمر بالتحقيق في انتهاك سرية الدفاع القومي لتحديد مصادر المعلومات الواردة بالتقرير. وكانت وسائل الإعلام الفرنسية قد أشارت إلى تأكيد وزارة الدفاع الفرنسية من قبل أن الطائرات الفرنسية نفذت طلعات مراقبة فوق ليبيا كما أكدت أيضا أن فرنسا أنشأت قاعدة عسكرية متطورة في شمال النيجر على الحدود مع ليبيا. وقالت لوموند إن المخابرات الفرنسية نفذت ضربة في نوفمبر 2015 قتل خلالها العراقي المعروف باسم أبو نبيل أحد زعماء تنظيم داعش البارزين في ليبيا. ولا تعد فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تم الكشف عن تنفيذها عمليات عسكرية سرية مسلحة داخل الأراضي الليبية في الآونة الأخيرة. ففي شهر ماي الماضي أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمام مجلس العموم البريطاني أن بلاده لا تنوى القيام بأي دور عسكري بري أو جوي في ليبيا. ولكن وبعد مرور 48 ساعة تم الكشف عن هجوم نفذته القوات الخاصة البريطانية فوق الأراضي الليبية باستخدام الصواريخ لتدمير حافلة محملة بعتاد عسكري خاص بتنظيم داعش في ليبيا! وجاء التبرير البريطاني بأن العملية السرية كانت تستهدف عرقلة تقدم داعش في مصراتة. وسبق وأن صدرت تصريحات عن مسؤولين بوزارة الدفاع البريطانية تشير إلى تولى قوات بريطانية بأمر منع أي عمليات تسلل قد تقوم بها قوات من تنظيم داعش داخل الأراضي التونسية. وقد اعترفت الولاياتالمتحدة في نهاية جانفي 2016 بإنزال قوات محدودة في ليبيا ل:فتح قنوات اتصال مع القوات العاملة على الأرض. ومنذ جانفي 2016 تشير الدلائل والتصريحات الصادرة عن القيادات السياسية والعسكرية في الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى وجود تجهيز جاد لعمل عسكري في ليبيا. فقد ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في أوروبا يستعدون لتنفيذ ضربات جوية وعمليات للقوات الخاصة داخل ليبيا ضد تنظيم داعش بالإضافة إلى تكثيف عمليات الاستطلاع الجوية فوق ليبيا لجمع معلومات مخابراتية. وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد أن هناك حاجة لتحرك عسكري حاسم لوقف انتشار تنظيم داعش في ليبيا مضيفا أن التنظيم يريد أن يستغل ليبيا لتكون منصة لتنسيق الأنشطة الإرهابية عبر أفريقيا. وعن توجيه الضربات قال لم يتم بعد تحديد موعد تنفيذ تلك الضربات لكنه سيكون قريبًا جدًا في غضون أسابيع قليلة وأضاف نحن نبحث في الوقت الجاري تنفيذ عملية عسكرية حاسمة ضد توسع تنظيم داعش بالتزامن مع العملية السياسية في ليبيا. وهكذا بدا من الواضح أن الكشف عن التدخل المسلح السري الفرنسي ومن قبله التدخلات الأمريكية والبريطانية السرية تشير جميعها إلى أن لتلك الدول مصالح خاصة وعميقة في ليبيا وأنها ستحمى تلك المصالح بالقوة المسلحة حتى دون حاجة لأن تفصح لشعوبها عن ما تقوم به من نشاط خفي. فعند ظهور المصالح الاستراتيجية والاقتصادية تتوارى العلنية والإجراءات السياسية والديمقراطية المتعارف عليها ويظهر السلاح وتسيل الدماء. النفير العام من حهته دعا مجلس شورى ثوار بنغازي الجماعة المسلحة الرئيسية التي تقاتل القوات الموالية للبرلمان الليبي المعترف به في مدينة بنغازي الليبيين إلى النفير العام من أجل مقاتلة القوات الفرنسية والأجنبية الأخرى المتواجدة في ليبيا وطردها منها. واعتبر مجلس شورى ثوار بنغازي في بيانه الذي حمل تاريخ أول أمس الجمعة أن التواجد الفرنسي في ليبيا عدوان سافر و غزو صليبي متعهدا بالعمل على صد هذا العدوان وكل عدوان . وأكدت باريس الأربعاء مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في تحطم مروحية في الشرق الليبي في أول إعلان فرنسي عن تواجد عسكري في ليبيا. من جهته أعلن قائد سلاح الجو في القوات الليبية الموالية للبرلمان المعترف به العميد صقر الجروشي أن مجموعات صغيرة من العسكريين الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين تعمل في عدة مقرات عسكرية في ليبيا على مراقبة تحركات تنظيم داعش المتطرف. وتسبب الإعلان الفرنسي عن التواجد العسكري في ليبيا بموجة تظاهرات في عدة مدن في غرب ليبيا بينها العاصمة طرابلس ومصراتة (200 كلم شرق طرابلس).