لم تثنهم الحرارة المرتفعة عن مسعاهم متسولون أفارقة يحترقون للحصول على صدقة * إلحاح بعض المتسولين يزعج المواطنين يزاحم الأفارقة المتسولين الجزائريين ويبدو أنهم اكتسبوا عنهم صفة الإلحاح في طلب الصدقة بحيث تحولوا إلى (ملحاحين) وصاروا يركضون وراء العابرين أينما حلوا ويطلبون الصدقة منهم وامتلأت بهم الشوارع حتى في فصل الصيف تحت شمس لافحة لطلب الصدقة من العابرين. نسيمة خباجة شد انتباه أغلب المواطنين الغزو الجماعي للمتسولين الأفارقة لعدة نواحي وهم من مختلف الأعمار ومن الجنسين معا شباب شيوخ وأطفال انتشروا في كل مكان لجلب استعطاف الناس خاصة وأن أوضاعهم المزرية تدفع الكثيرين إلى التصدق عليهم لاسيما وأنهم يتقاذفون على الأرصفة تحت حرارة لافحة للأجساد. بحيث ينالون الكثيرمن الصدقات التي تتنوع بين الأكل والألبسة والمال. بين الهدوء والإلحاح يلاحظ الكل صنفين من الأفارقة الذين باتوا يتجولون في شوارعنا وبيننا وكأننا في بلد إفريقي خاصة وأن شعبنا هو شعب مضياف في أوقات المحن التي تجتازها العديد من الشعوب لكن ممارستهم لحرفة التسول انقلبت بالسلب في بعض الأحيان فمنهم المتسولون الهادئون ومنهم من يتميزون بالإلحاح ويركضون وراء المواطنين إلى حد إزعاجهم وكأن الصفة انتقلت من المتسولين الجزائريين نحوهم وهو ما عبر به بعض المواطنين الذين اقتربنا منهم سيدة تحدثنا إليها قالت إنها بالفعل تتعاطف معهم خاصة وأن الأوضاع الأمنية المتدهورة في بلادهم دفعتهم إلى الهروب ونجدة حياتهم إلا أن أعدادهم تتزايد عبر الشوارع ومن جميع الفئات أطفال شبان وشابات شيوخ وعجائز بحيث أن أعدادهم تتكاثف في كل مرة واحتار المرء لمن يمنح الصدقات- تقول - بسبب كثرة المتسولين من جنسيات مختلفة فبالإضافة إلى الجزائريين نجد الأفارقة دون أن ننسى السوريين وقالت إنها تتصدق عليهم متى أتيحت لها الفرصة لذلك خاصة الأفارقة الذين يترامون عبر الأرصفة وأنهك الجوع والتشرد قواهم. أما الآنسة ريمة فقالت إن طباعهم تختلف ففي حين يلتزم الشيوخ الكبار والكهول الهدوء والصمت وينفردون بزوايا الأرصفة دون أدنى كلمة ليفهم العابر مقصودهم عبر مشاهدة الحالة التي يكونون عليها تلح فئة الأطفال على الصدقة وتركض هنا وهناك عبر الشوارع والأزقة ومحطات النقل بصحونها وعلبها لطلب الصدقة دون أن تنسى بعض الشباب الأفارقة وسردت أنه في المرة الأخيرة طلب منها أحدهم الصدقة فردت عليه ب(الله ينوب) إلا أنه عاد إليها مرة أخرى وكان يلحّ عليها أن تمدّه بالمال إلا أنها ابتعدت عن ذاك المكان بسبب انزعاجها فلم يكفينا إلحاح متسولينا حتى يأتي هؤلاء ويلحون على الصدقة التي لا تكون متاحة للمواطن في كل مرة _ تقول -. صدقات تتنوع بين الألبسة والأكل الحالة المزرية للمتسولين الأفارقة النازحين من بلدان أفريقية مختلفة جعلت الجزائريين يعطفون عليهم ويساعدونهم بمنح مختلف الصدقات التي لا تتمثل دوما في المال وكانت في العديد من المرات وجبات غذائية وسندويتشات إلى جانب الألبسة التي تخرج عن استعمال الشخص وهو ما حدثنا به مروان الذي قال إنه جذبه منظر أحد الكهول الأفارقة أمام حيهم وهو يجلس دوما على الرصيف المقابل في الحي تحت حرارة لافحة لطلب الصدقة وفي أحد الأيام اقتنى له الأكل المتمثل في شرائح البيتزا وسندويتش واختار في ذلك اليوم إطعامه لوجه الله فوضعيتهم هي جد صعبة ووجب أن نقف معهم من الناحية الإنسانية. أما شاب آخر فقال إنه اختار أن تكون وقفته التضامنية معهم عن طريق منح الملابس التي لم يعد يستعملها وفي الفترة الأخيرة جمع العديد من سراويل الجينز والقمصان في كيس ومنحها لشابين إفريقيين كانا يتسولان بالقرب من مكان عمله.