ق· حنان يتابع الكثير من المواطنين الجزائريين باهتمام بالغ ما يجري من أحداث في مصر، حيث أصبحت المتابعة اليومية للاحتجاجات والاعتصامات وآخر التطورات والمستجدات أكثر ما يشغل الجزائريين هذه الأيام، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على متابعة كل ما يجري في أرض الكنانة أولا بأول، على شاشة الفضائيات العربية، ولم يقتصر الأمر على فئة معينة دون غيرها، بل شمل كافة فئات المجتمع الجزائري تقريبا، الذين راحوا يساندون إخوانهم في مصر ويحيون شجاعتهم وإصرارهم على التخلص من الظلم والاستبداد وحياة الذل والهوان التي عاشوا فيها عقودا طويلة، وبدت الأزمة الماضية بين المصريين والجزائريين، مجرد حدث عابر وذكرى من الماضي، لم يأتِ أي كان على ذكرها ولو من باب التنكيت· أحد الشيوخ الذي كان على متن حافلة بمحطة الحافلات بنواحي القبة، راح يدردش مع السائق بصوت عال وبحماس وانفعال واضحين حول الأحداث في مصر، معبرا عن أسفه وعميق تأثره بعدد الضحايا الذين سقطوا هناك، ومعددا أيضا جملة المشاكل والعراقيل والصعوبات التي يعاني منها الشعب المصري الشقيق، وأن له كل الحق في الاحتجاج والانتفاضة ضد أوضاعه المزرية، خاصة وأن رئيسه الذي يحكمه منذ نحو ثلاثين سنة، لم يقدم له أي شيء يذكر غير الاستبداد والفرق في الفساد ومشروع التوريث الذي دفنته انتفاضة المصريين أخيراً، ثم عرج على عملية مقارنة للأوضاع مع ما هو موجود في الجزائر، حيث قال والركاب جميعا منتبهون إليه، إنه برغم المشاكل والصعوبات التي تواجه عددا كبيرا من المواطنين، إلا أنه مع ذلك فإن هنالك جملة من الإصلاحات والتغييرات التي من شأنها أن تجعل الشعب راضيا وعلى رأسها توفير ملايين من وحدات السكن، وتحسين ظروف المعيشة والعلاج والطرق السريعة وغيرها· مواطن آخر قال إنه يتابع أيضا على مدار الساعة واليوم ما يحدث في مصر، سواء من خلال المواقع الإلكترونية، أو من خلال النشرات الإخبارية الكثيرة، مضيفا أنه يحرص على متابعة عدد من القنوات، للحصول على عدد مختلف من القراءات للأزمة المصرية، وحتى يتمكن من الإلمام بجميع خلفياتها وجوانبها وتطوراتها المتلاحقة، من خلال آراء المختصين والمحللين المنتمين إلى عدد متنوع من المحطات الإخبارية· من ناحية أخرى، يبدو الكثير من الجزائريين مساندين للشعب المصري في انتفاضته، خاصة وأن كثيرين يدركون ما عاناه هذا الشعب الشقيق من ويلات الفقر والبطالة والمآسي الاجتماعية المتعددة التي جعلته من أفقر الشعوب العربية في المنطقة، ويأمل الكثيرون أن تؤدي ثورة المصريين إلى تحسين ظروفهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإن كانت أكبر آمالهم، أن يتم إعادة النظر في العلاقات المصرية الإسرائيلية، وأن ينتفض الشعب المصري أيضا ضد تطبيع بلاده مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتكون هذه الثورة بادرة خير لالتفاف الشعوب العربية بكاملها حول قضاياها المصيرية، وأن تعود بعدها مصر إلى التخندق في صفوف الأمة مجددا بعد 32 سنة من التخلي عن قضايا الأمة بفعل معاهدة كامب ديفيد·