م· راضية تمكنت مصالح وحدات الأمن المختصة في محاربة الهجرة السرية بمقاطعة الوسط للعاصمة، الأسبوع الماضي من الإيقاع برعية إفريقية من دولة مالي، كان ينتحل هويات مختلفة لامتهان النصب والاحتيال على المواطنين ويوهم ضحاياه بخدع سحرية تمكنهم من تحويل القصاصات الورقية السوداء إلى أوراق نقدية من فئة 1000 دينار مزورة والتي تبدو للعين المجردة على أنها حقيقية· حيثيات القضية تعود إلى الأسبوع المنصرم، عندما تفطن أحد ضحايا الرعية الإفريقي القادم من دولة مالي والذي كان يوهم زبائنه أنه يملك سائلا سحريا أحضره من بلاده يمكنه تحويل القصاصات الورقية السوداء إلى أوراق نقدية من فئة 1000 دينار، إلى خدع هذا المحتال بعدما نصب له كمينا مع مصالح الشرطة، حيث التقى به بشارع العربي بن مهيدي أين حاول إيهامه أنه تاجر ويمتهن بالموازاة من ذلك في مجال تزوير الأوراق النقدية، فعرض عليه بيعه كمية معتبرة من الأوراق النقدية المزورة، ثم استعرض له عملية تزوير قصاصة ورقية سوداء اللون أفرغ فوقها سائل أبيض اللون لتتحول بعدها إلى ورقة نقدية من فئة 1000 دينار تبدو حقيقية ليغري الضحية، لكن الورقة النقدية كانت حقيقية بالفعل، وليغري الضحية أكثر عرض عليه أن يبيعه كل ورقة نقدية ل1000 دينار ب500 دينار· غير أن الضحية الأخير من ضحاياها الذين احتال عليهم تمكن من التفطن لخدع هذا المحتال ووضع له كمين بعدما طلب منه مرافقته إلى منزله بالعاصمة، حيث وضع له كميرا لتصويره وهو يقوم بتلك العملية السحرية التي يتم بها تحويل الورقة إلى ورقة نقدية عن طريق استخدام السائل السحري· هي البراهين التي تمكن بها الضحية وضع حد لهذا المحتال بعدما سجل شكوى لدى مصالح الأمن بوسط العاصمة لتوقيف الرعية المالي وإيقافه عند حده، وهو ما حصل بالتحديد، حيث تمكنت المصالح الأمنية المختصة من إيقافه على مستوى شارع بن مهيدي بوسط العاصمة عندما كان يتهيأ لاصطياد ضحية أخرى، كونه كان متعودا على امتهان هذا العمل الإجرامي لكن بهويات مختلفة ومزورة· وقد وضع الضحية المتفطن لخدع المحتال، شكوى لدى مصالح الأمن مع تقديم الدلائل التي صورها في منزله رفقة الرعية الإفريقي، غير أن المجرم أنكر أثناء التحقيق أنه أراد النصب والاحتيال على الضحية الذي أبلغ بشأنه، في حين كشفت التحقيقات المعمقة عن الخدعة التي استعملها الإفريقي، حيث كان يقوم بطلاء بعض الأوراق النقدية الحقيقية بماكياج وهو عبارة عن صبغة سوداء توضع على شفر العينين ثم يقوم بطلائها بمسحوق أبيض والذي يستعمل للأطفال المعروفة ب"الطالك"، ثم يظهر الورقة للضحايا ويصب عليه سائلا كان يدعي أنه سحري يأتي به من بلاده· مجريات التحقيق قادت الرعية الإفريقية إلى طرق أبواب المحاكم، حيث أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد إيداعه الحبس المؤقت إلى غاية النطق بالمحاكمة قريبا·