أكدت مصادر أمنية أن أغلب الذين يمتهنون النصب والاحتيال والدجل والشعوذة معظمهم من الأفارقة، الذين يجيدون تقنيات الخداع والمراوغة، هذه الشريحة التي تدفقت إلى الجزائر، يمتهنون اختيار الضحية ويدركون الطريقة الجيدة لإيهام الطرف الآخر حتى يتسنى لهم الحصول على مبالغ خيالية• تمكنت مصالح الأمن من إلقاء القبض على محتال الزئبق الأحمر وهو من أصل نيجيري، بعد أن ضبط في حالة تلبس وهو يمارس طقوس السحر والشعوذة، كان يتخذ من المساكن بمنطقة باب الزوار منطلقا لعملياته، أوهم عددا كبيرا من أصحاب النفوس الضعيفة والراغبين في الثراء السريع من قدراته الخارقة في إخراجهم من دائرة الفقر إلى عالم الغنى والثراء• وأشارت المعلومات المقدمة من قبل مصالح الأمن أن المشعوذ الإفريقي أشاع عن إمكانية مضاعفة الأموال، مقدما عروضا مغرية لعدد من المواطنين، ولكن أحدهم شك في قدرات الشيخ الواهية ليقرر التقدم إلى مصالح الأمن وإبلاغهم بإدعاءات النيجيري، هذه الأخيرة طلبت من مجارات المتهم لاستدراجه في الفخ وإلقاء القبض عليه متلبسا، حيث تم رصد تحركاته بالرغم من إحاطته على الرغم من السرية، كان يستخدم هواتف مجهولة ومختلفة للتواصل مع ضحايا• وفي الموعد المحدد تلقى المشعوذ اتصالا من الضحية الذي أبدى له رغبته في تحويل 200 مليون سنتيم إلى ضعفها، و ما هي إلا ساعات حتى ألقي القبض على الساحر و ذلك أثناء عملية التسليم والتسلم• وبالتحقيق معه اعترف الرعية الإفريقي بممارسة النصب و الاحتيال حيث كان يوهم ضحاياه بمضاعفة أموالهم باستخدام الزئبق الأحمر، حيث تمكن من الاستيلاء على مبالغ مالية معتبرة باستخدام هذه الحيلة• 350 مليون سنتيم في مهب الريح تقدم أحد المواطنين بالجزائر العاصمة إلى مصلحة الأمن شاكيا تعرضه للنصب و الاحتيال من طرف رعيتين إفريقيتين سلبا منه 350 مليون سنتيم• وقائع القضية تعود إلى يوم التقاء الضحية بأحد المحتالين الذي عرض عليه شراء ورقة بيضاء، وما إن رشها بقطرات من محلول بحوزته أخبره بأنها مادة تدعى ''الزئبق الأحمر'' لتتحول في دقائق إلى ورقة من فئة 100 دج، هذا في الأخير ذهل لما رأت عيناه ورفض في بادئ الأمر تصديق عينيه، وحتى ينساق وراء خدعته، قام المحتالان بمنحه الورقة النقدية وفحصها حتى يتأكد من صحة أقوالهما• وبالفعل توجه الضحية نحو أحد البنوك ليتبين له أن الورقة النقدية سليمة وليست مزوّرة، وهنا سال لعاب الضحية الذي أغراه العرض الذي تقدم به المحتالان في منحه خزنة من النقود تحمل مليار سنتيم سيتحصل عليها بنفس الطريقة، غير أنه أخبره بأن ثمن الزئبق الأحمر باهض الثمن ويجب أن يدفع 350 مليون سنتيم ليشتري قارورة صغيرة منه• الضحية الذي صدق مزاعمهما قام بجمع كل أمواله المكتنزة والتي لم تصل إلى حد المبلغ المتفق عليه ليقرر بعد ذلك اقتراض باقي المبلغ، ثم اتصل بالرعية الإفريقي وحدد موعدا معه ليقدم له المبلغ المالي، أما الرعية الإفريقي فقد منحه صندوقا كبيرا وأمره بالاتجاه مباشرة نحو منزله وعدم فتح الصندوق إلا بعد مرور خمس ساعات حتى يتمكن ملوك الجان من مضاعفة الأموال• عاد الضحية إلى منزله فرحا بغنيمته، غير أن مفاجأة من العيار الثقيل كانت تنتظره فبعد مرور خمس ساعات توجه الضحية نحو الصندوق، وكله لهفة لرؤية الأموال، ليتفاجأ بحزمة من الأوراق المكدسة، ولم يجد من وسيلة يسترجع بها نقوده سوى الاستعانة برجال الأمن لعلها تمكنه من استرجاع ماله المسلوب••