رؤوس 37 منهم معروضة في متحف باريس ** كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني عن دخول الجزائر في سلسلة من المباحثات مع فرنسا من أجل استرجاع رفاث وجماجم شهداء المقاومة الشعبية على رأسهم الشيخ بوزيان والشيخ الشريف ببوبغلة ومحمد بن هعلال بن مبارك الذراع الأيمن للأمير عبد القادر التي تتواجد حاليا بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس. وأفاد زيتوني في رده على سؤال كتابي وجهه رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف حول تدابير استرجاع رفات شهداء الجزائر المحفوظة بمتحف الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس: إنني على مشاطرتكم لنا الاهتمام بتاريخنا والحرص على الدفاع عن ذاكرة رموز المقاومة الشعبية فإني يشرفني أن أحيطكم علما أن ملف استرجاع رفات وجماجم شهداء المقاومة المحفوظة بمتحف الانسان بباريس قد أدرج ضمن الملفات موضوع المباحثات مع الطرف الفرنسي وأضاف وزير المجاهدين: وقد تم التكفل به بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائربباريس التي باشرت اتخاذ اللإجراءات المتصلة بالموضوع. وقد كان النائب بن خلاف قد وجه لوزير المجاهدين في 30 جوان المنصرم سؤال كتابي جاء فيه: (إن المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس مازال يحتفظ إلى اليوم بعظام وجماجم عشرات الثوار الجزائريين الذين قاوموا الإستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر حيث تعود هذه الرفات التي في أغلبها إلى جماجم أصلية للشهداء محمد لمجد بن عبد المالك المعروف بإسم شريف (بوبغلة) والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرة في سنة 1849) وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قديودر الطيطراوي وعيسى الحمادي وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمين للأمير عبد القادر. كما استهجن نائب حزب جاب الله غياب مبادرة من السلطات الجزائرية للتكفل باسترجاع هذه الرفات منذ قرن من الزمن واتهمها بالتقاعس خاصة وأن مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس ميشال غيرو صرح مؤخرا بأن إدارته مستعدة لدراسة أي طلب لتسلم جماجم الجزائريين المحفوظة بالمتحف وأنه لا وجود لأي عائق قانوني لتسليمها وهو ينتظر فقط القرار السياسي الذي يصدر عن مسؤولي البلدين. وطالب ممثل الشعب من الوزير ضرورة بدل المزيد من الجهود لاسترجاع رفات رموزر المقاومة الشعبية لتدفن في أرض الجزائر متسائلا عن الإجراءات التي تنوي الوزارة اتخاذها حيال هذا الملف خاصة وأن هؤلاء الشهداء ضحوا بأنفسهم كي تعيش الجزائر حرة مستقلة. من جانب آخر اعتبر وزير المجاهدين أن ما أنجزته الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (فاق الأهداف المسطرة للمشروع الثوري آنذاك) بحيث لم تكتف بكسر شوكة المستعمر بل تجاوزته إلى تحقيق استقلال كامل السيادة بكل الأبعاد. وخلال إشرافه على ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد بمناسبة إحياء الذكرى ال58 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية أكد وزير المجاهدين على الدور الحيوي الذي اضطلعت به هذه الأخيرة في سبيل افتكاك الحرية والتخلص من براثن المستعمر الغاشم. وشدد على أن الأجيال المتعاقبة ستظل تحتفظ في ذاكرتها بالجهد الجبار الذي قامت به هذه الحكومة التي تحلى أعضاءها ب وعي ثوري منقطع النظير فكرا وممارسة . وذكر السيد زيتوني بأن الحكومة المؤقتة نجحت منذ الساعات الأولى من الإعلان عنها في إحراز صدى دولي واسع النطاق وكسب اعتراف عشرات الدول بعد أن ظن المحتل بأنه يكاد يقضي على صوت الثورة التحريرية. وبعد أن أسهب في استذكار أهم المراحل التي مرت بها الحكومة المؤقتة عبر تشكيلاتها الثلاث توقف الوزير عند ضرورة تلقين مختلف المحطات التي مر بها الكفاح السياسي والمسلح الذي خاضه الشعب الجزائري مذكرا بالعمل الذي يقوم به قطاعه بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية في هذا الإتجاه. يذكر أن تأسيس الحكومة المؤقتة جاء تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة المتخذة في اجتماعه المنعقد بالقاهرة ما بين 20 و27 أوت 1957 حيث تم الإعلان عنها رسميا يوم 19 سبتمبر من السنة الموالية. وفرضت الحكومة المؤقتة وجودها كممثل شرعي للشعب الجزائري في مفاوضات إيفيان التي أسفرت في الأخير عن التوقيع على اتفاقية وقت إطلاق النار في 19 مارس 1962 وبعدها الاستقلال.