تجمعت حشود ضخمة من المصريين في ميدان التحرير وسط القاهرة، في مظاهرة مليونية جديدة دعا إليها منظمو الثورة التي دخلت أمس الثلاثاء يومها ال15 ضمن ما أسموه أسبوع الصمود، كما شهدت العديد من محافظات والمدن تسيير مظاهرات مليونية تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك. وشارك ملايين المتظاهرين في مظاهرات أمس الذي أطلق عليه اسم "الثلاثاء العظيم"، وكان لظهور الناشط وائل غنيم على شاشة أحد التلفزيونات المصرية بعد اعتقاله لمدة 12 يوما، وحديثه بعفوية وصدق عن مشاعر الشباب، قد أثار تعاطف الكثير من المصريين خاصة أولئك الذين لم تكن لديهم صورة حقيقية عن أسباب تفجير هذه الثورة. وكان وائل قد أكد في أول تصريح له بعد الإفراج عنه أن التغيير في مصر قادم لا محالة، في حين اعتبرت الناشطة إسراء عبد الفتاح أن الثورة ستكتسب زخما كبيرا بعد الإفراج عن غنيم، مشيرة إلى أنه لعب دورا أساسيا في تفجيرها. وبدأ آلاف الشباب بالتدفق منذ وقت باكر إلى ميدان التحرير من مختلف مداخله وتضخمت أعدادهم بمرور الوقت حتى غص بهم الميدان تماماً، واتجهت مجموعتان من المتظاهرين إلى مبنى وزارة الداخلية ومجلس الشعب للتظاهر أمامهما وإيصال صوت الثورة الشبابية للمسؤولين بشكل واضح. وصرح الناشط ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف ثورة الغضب أن مظاهرات أمس "ضخمة جدا"، مشيرا إلى أن مئات الآلاف أمضوا الليلة قبل الماضية في الميدان استعدادا ل"الثلاثاء العظيم". وأكد عبد الحميد أن عودة الحياة تدريجيا إلى القاهرة وبقية المدن يساعد في استمرار المظاهرات حيث يتمكن الكثير من المواطنين من تأمين قوت يومهم، ومن ثم العودة إلى المشاركة بالمظاهرات بعد انتهاء ساعات عملهم، خلافاً لما يراهن عليه نظام مبارك من أن عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي سيُضعف الحركة الاحتجاجية ويشتت المتظاهرين. وعن الأجواء بالإسكندرية الساحلية، قال الصحفي أحمد صبري إن المدينة أطلقت مسيرة مليونية عقب صلاة الظهر أمس من أمام مسجد القائد إبراهيم، مشيرا إلى أنها المظاهرة المليونية الثالثة منذ تفجر الثورة في ال25 من الشهر الماضي. وأشار إلى وجود حالة من الاحتقان بين أهالي الإسكندرية ضد عناصر الشرطة، بعد سقوط عدد من أبناء المدينة برصاص الشرطة خلال أيام المظاهرات. وفي الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، قال الناشط السياسي أمجد عبد العزيز، إن مئات الآلاف شاركوا في مظاهرة انطلقت عصر أمس من أحد ميادين المدينة. وقال الناشط إن الكثير من أبناء المحافظة تدفقوا إلى الزقازيق للمشاركة في المظاهرات، مشيرا إلى انتشار محدود لرجال الشرطة اقتصر على انتشار رجال المرور، بينما لوحظ انتشار مصفحات عسكرية. ويضج ميدان التحرير بالقاهرة بالحياة حيث يتوزع المعتصمون في مجموعات بعضهم يقرأ القرآن الكريم، وآخرون يرددون الأغاني الوطنية، مؤكدة إصرار هذه المجموعات على عدم المغادرة لحين تحقق مطالبهم، مع تعليق لافتات ضخمة بالميدان بأسماء الشهداء الذين قضوا في المظاهرات. وكثيرٌ من الأسر جاءت إلى الميدان أمس لترى بعينيها ما يجري، وبعضها جاء لأول مرة ولم تكن لها علاقة بالسياسة لتكتشف بنفسها بطلان اشاعات يتداولها الإعلام الرسمي بأن أشخاصا بالميدان يمنعون الناس من مغادرته أو الدخول إليه. وبدوره نفى الناشط الحقوقي عبد القادر ملا في حديث للجزيرة وجود أي عناصر أجنبية بالميدان، مؤكدا أن جميع الموجودين فيه مصريون وأن الثورة الشعبية مصرية نفذها شباب مصر، متوقعا أن يزداد عدد المتظاهرين بمرور الأيام خاصة مع عودة حركة القطارات إلى عملها.