ذكرت مصادر أنّ جيش الاحتلال طالب أخيراً وزارة الدفاع الروسية ببلورة ترتيبات وتفاهمات جديدة لتنسيق النشاط العسكري في سورية على إثر قيام موسكو بنشر منظومات بطاريات الصواريخ أس 300 في الأراضي السورية. وأوردت المصادر أمس الأحد أن ما ذكرته صحيفة إيزفستيا الروسية في تقرير بأنّ روسيا نشرت قبل أسبوعين منظومات صواريخ (أس 300) في طرطوس على الساحل السوري رداً على قرار الولاياتالمتحدة تعليق المفاوضات مع موسكو وذلك تحسباً من شن هجمات أميركية ضد النظام السوري على إثر الهجوم المكثف على حلب. وبحسب الصحيفة الروسية قال مصدر روسي رفيع المستوى إنّه في إطار خط الاتصال الساخن بين الطرفين الروسي والإسرائيلي أرسلوا لنا طلباً لبلورة ترتيبات جديدة وبروتوكولاً لإطلاق النار لتضاف إلى آلية التنسيق المشتركة القائمة بين الطرفين. وأضاف أنّ الجانب الصهيوني طالب بهذه الترتيبات لمنع وتفادي وقوع اشتباكات أو (معارك) على خلفية على إطلاق الصواريخ الروسية في سورية بطريق الخطأ ضد المقاتلات الجوية التابعة للاحتلال. وكشف المصدر الروسي ذاته عن أنّه (يتم حالياً العمل على بلورة رد روسيا للاحتلال في إطار النظم المتفق عليها بين الطرفين). ونقلت عن الخبير في شؤون العلاقات الروسية الصهيونية أليكس تنتسر قوله إنّ (تعزيز القوات الروسية الموجودة في سورية ولا سيما نصب بطاريات الصواريخ من طراز (أس 300) هو جزء من الصراع الروسي ضد الولاياتالمتحدة وليس الكيتن). ورأى أنّ روسيا تعتبر المسألة جزءاً من الصراع الكوني وليس الإقليمي فحسب وهي بحاجة للتنسيق العسكري مع الجيش الصهيوني في سورية بدرجة لا تقل عن حاجة الاحتلال نفسها لهذا التنسيق. وبلغ التنسيق الصهيوني الروسي في سورية ذروته في سبتمبر 2015 خلال زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي أسفر عن تأسيس آلية تنسيق مشتركة بين الطرفين يترأسها نائب رئيس أركان الجيش من جهة ونظيره الروسي من جهة ثانية. وكان الهدف الأساسي من تشكيل هذه الآلية منع وقوع اشتباكات جوية بين المقاتلات الروسية وتلك الإسرائيلية في الأجواء السورية وتقاسم هذه الأجواء عملياً بين الطرفين. وجاء التنسيق ليشكل مكسباً لإسرائيل التي تمكنت من خلال سلسلة من اللقاءات مع القيادة الروسية من منع موسكو حينها من تزويد الجيش السوري بمنظومات الصواريخ أس 300 بحجة الخوف من وصول الصواريخ إلى حزب الله في لبنان. علماً أنّ نتنياهو وبوتين عقدا منذ سبتمبر 2015 وحتى اليوم أربعة لقاءات ثنائية تناولت كلها تنسيق المواقف والنشاط العسكري في سورية.