كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية النقاب، عن تحول جوهري في الإستراتيجية الإسرائيلية الخاصة بالتسليح، الذي يعتمد حتى الآن على شركات السلاح والمساعدات الأمريكية، واتجاه تل أبيب إلى بناء علاقات عسكرية مع موسكو، ربما تكون على حساب علاقاتها مع واشنطن. ولفتت المصادر العسكرية إلى أن اللقاء الذي جمع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو الأربعاء، شهد اتفاقًا إسرائيليا روسيا على تعزيز أوجه التعاون العسكري بين البلدين بصورة غير مسبوقة، مرجحة أن التطورات المقبلة قد تكشف أن تل أبيب لن تؤسس استراتيجياتها العسكرية بناء على علاقاتها مع واشنطن فحسب. وشارك في الاجتماع بين بوتين ونتانياهو، كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، اللواء هارتسي عهليفي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، وهو ما اعتبر مؤشرًا آخر على تعميق العلاقات بين تل أبيب وموسكو على الصعيد الاستخباراتي. مناورة عسكرية غير مسبوقة وطبقا لما أورد موقع التحليلات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلي "ديبكا" اليوم الجمعة، قرر نتانياهو وبوتين إجراء مناورة عسكرية مشتركة، للمرة الأولى في مياه البحر المتوسط، بمشاركة أسلحة البحرية والجو الروسية والإسرائيلية، على أن تكون المناورة هي المرحلة الأولى لبناء العلاقات المشار إليها، وسوف تجري خلال الشهور المقبلة. وتعتبر تلك هي المرة الأولى في التاريخ العسكري لمنطقة الشرق الأوسط، التي تقوم فيها مقاتلات روسية بالإقلاع من قواعدها في دولة عربية، أي في سوريا، فضلا عن قواعدها البحرية في طرطوس واللاذقية، للمشاركة في مناورات عسكرية مع مقاتلات وسفن حربية إسرائيلية ستخرج من قواعدها في حيفا وأشدود. وطبقا لخبراء عسكريين تحدث إليهم الموقع، فإنه من أجل إجراء مناورات من هذا النوع، فقد تقرر بداية توسيع آليات التنسيق العسكري بين روسيا وإسرائيل، وهو التنسيق القائم حاليًا بغرض منع حدوث حوادث بين مقاتلات روسية وإسرائيلية داخل المجال الجوي السوري. ويرتبط هذا القرار بقرار آخر اتخذه كل من بوتين ونتانياهو بشأن تمكين شركات الغاز الروسية من المشاركة في مناقصات بشأن تطوير حقلي الغاز الإسرائيليين لفياتان وتامار. وكان نتانياهو قد صرح خلال زيارته إلى موسكو أن الباب مفتوح أمام جميع الشركات من جميع الدول للمشاركة في تطوير حقول الغاز الطبيعي، موجها حديثه في الغالب إلى الشركات الروسية. بوتين يستغل الفرصة وحاول الرئيس الروسي خلال السنوات الأخيرة أكثر من مرة جلب الشركات الروسية للاستثمار في حقول الغاز الإسرائيلية، ولا سيما عملاق الغاز "غازبروم"، وحاول ممارسة ضغوط على نتانياهو لحثه على قبول خطوة من هذا النوع، بحيث لا تلعب إسرائيل دورًا في هذا المجال من شأنه أن يخفف التبعية الأوروبية للغاز الروسي. ويتسبب التواجد الروسي في المنطقة وعلى مقربة من حقول الغاز الإسرائيلية على وجه التحديد في حصول إسرائيل على ضمانة بأن هذه الحقول ستكون في مأمن عن أية هجمات محتملة تشنها جهات يفترض أنها تعمل إلى جوار القوات الروسية في سوريا، وعلى رأسها إيران ومليشيات "حزب الله" اللبنانية. ويعتبر خبراء الموقع أن التعاون العسكري بين روسيا وإسرائيل سوف يخلق أساسا لتعاون إقليمي واسع، على الصعيد الاقتصادي والدفاع عن ثروات الغاز ومصادر الطاقة بالبحر المتوسط، طالما أن شركة "غازبروم" ستكون شريكا في تطوير الحقول الإسرائيلية. وأكد الخبراء أن تلك هي المرة الأولى التي تجري فيها إسرائيل وروسيا مناورات عسكرية مشتركة، لذا ينبغي أن يسبقها ترتيبات واسعة وتحديد آليات تنفيذ المناورات والمهام وتقسيم الأدوار بين الجانبين، ومسارات الحركة الجوية والبحرية، وأي أهدف ينبغي أن تشمله المناورات، فضلا عن تنسيق وسائل الاتصال وتقاسم المعلومات.