دعا رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي السيّد محمد الصغير باباس أمس الجمعة في العاصمة السينغالية دكار إلى إيجاد إطار تنظيمي قصد تعميق التفكير حول البدائل الاجتماعية والاقتصادية الجديدة في عالم تسيطر عليه العولمة، مذكّرا بأن الجزائر تعدّ أوّل بلد دعا سنة 1973 إلى نظام عالمي جديد ومشيرا إلى أن بلوغ هذا الهدف يتطلّب وضع "حركة موحّدة" تعطي أكثر فعالية للجمعية العالمية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية· ولاحظ السيّد باباس أن العالم الحالي تطغى عليه اختلالات في التوازن بالرغم من الثروات التي تزخر بها بلدان الجنوب التي تعاني من هيمنة الشمال، مشدّدا على ضرورة العمل من أجل وضع "سياسات تصبّ في اتجاه تطلّعات الشعوب النامية، وأوضح في هذا الصدد أن "الأمر سيتعلّق بإشراك المنظّمات غير الحكومية والحركات الجمعوية، وكذا المجالس الوطنية الاقتصادية والاجتماعية قصد التوصّل إلى قمّة اقتصادية واجتماعية تندرج في إطار امتداد نظرة المنتدى الاجتماعي العالمي الذي أطلق سنة 2010 في بورتو أليغري (البرازيل)"، والذي يحمل أفكارا مناهضة للعولمة· وأوضح السيّد باباس أن "الأمر يتعلّق الآن بالبحث عن الطرق والوسائل الكفيلة بتجسيد هذه الاعتقادات المناهضة للعولمة وإدراجها ضمن الأجندة العالمية"، مبرزا أهمّية التعبئة من أجل "مواجهة الإديولوجية التحرّرية الجديدة التي توجد في صلب ترتيبات العولمة"· وبعد أن حذّر من أن الأمور ستصبح أكثر خطورة في العالم في حال إذا ما بقي الوضع الحالي المتميّز بالظلم والجور على حاله، أوضح مسؤول المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أنه يمكن بناء النّظام العالمي الجديد على أساس "نظرة استراتيجية معدّة بشكل محكم"· وأضاف السيّد باباس يقول: "في هذا المنظور سنعقد لقاء الجزائر الذي سيكون فضاء نقاش وافق الرئيس لولا دا سيلفا أن يحضره، وأن يكون ضامنا لهذا المسعى الجديد"· وأجرى السيّد باباس خلال مشاركته في فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي الذي اختتم أمس عدّة لقاءات في دكار مع شخصيات بارزة، منها الرئيس البرازيلي السابق (2003-2010) لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي تطرّق معه إلى انعقاد لقاء في الجزائر في ماي المقبل قصد "الرّجوع إلى الأصول وبعث التشاور حول التحدّيات والرّهانات التي تواجهها بلدان الجنوب"·