ق. حنان تبدي العديد من الجزائريات اليوم وعيا عاليا فيما يخص مرض السرطان من حيث أساليب الفحص والكشف المبكر عنه، خاصة وان انتشاره في أوساط الجزائريات شكل خلال السنوات القليلة الماضية كابوسا حقيقيا، لهن، سما مع الأرقام المرعبة التي يتم الكشف عنها، من خلال الأيام التحسيسية، أو الدراسية التي تقام من حين إلى آخر، ما رسخ فكرة التوجه للكشف المبكر والقيام بجميع التحاليل والفحوصات اللازمة، مادام أن الكشف المبكر بإمكانه أن ينقذ حياة الكثيرات، ويساهم في عملية شفائهن، بنسبة اكبر من اكتشاف الإصابة في مراحل متقدمة، وان كانت السيدات المتعلمات والمثقفات هن الأكثر وعيا في هذا المجال، فان ذلك لم يمنع حتى متوسطات او محدودات المستوى التعليمي من البحث عن الوسائل والأساليب الكفيلة بوقايتهن من هذا الوباء القاتل، وكذا تسريع عملية الكشف والعلاج، قبل أن تصل الأمور إلى مراحل ميؤوس منها. وإذ يبدو سرطان الثدي أكثر ما يشغل بال النساء الجزائريات، ويشكل لهن كابوسا مخيفا، بالنظر إلى الأرقام المرتفعة للإصابة به وسط سيدات الجزائر، على الرغم من الحملات التحسيسية والتوعوية المكثفة التي تقوم بها وزراة الصحة وعديد الجمعيات الناشطة في هذا المجال، التي ساهمت جميعها من خلال تظافر جهودها كلها، في زيادة وعي السيدات بخطورة هذا المرض وضرورة الكشف عنه، سواء كانت هنالك عوارض عن الإصابة به أم لا، يبدو سرطان عنق الرحم أيضا، ثاني أنواع السرطان فتكا بالجزائريات، والذين جعل الكثيرات منهن، يوجهن اهتمامهن إليه ويرغبن في اكتشاف المزيد من الحقائق المتعلقة به وكذا أساليب الوقاية والعلاج، وتتبادل الكثيرات نصائح حول الوقاية والتشخيص وضرورة التوجه إلى الكشف الطبي عند الشعور بأي عارض غير عادي، خاصة مع انطلاق حملات التلقيح ضد هذا النوع من السرطان، ما يتطلب أيضا تكثيف حملات التوعية والتحسيس الخاصة به. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تحصي سنويا نحو 1600 إصابة بسرطان عنق الرحم، وهو يقتل ما معدله أربع جزائريات يوميا، ويؤكد المختصون أنه بالإمكان تفادي هذه الإصابات الجديدة فقط بالتحسيس والتوعية، خاصة وان سرطان عنق الرحم بالإمكان اكتشافه مبكرا عن طريق خضوع النساء المتزوجات والناشطات جنسيا لفحص مهبلي روتيني (فروتي) ولو مرة كل سنة، إنما ومع نقص الإعلام والتحسيس في هذا الموضوع فإن الجزائر تسجل نقصا كبيرا في القضاء على هذا النوع من السرطان الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي بالنسبة للنساء ويمثل 10.5 بالمائة من أنواع السرطان التي تصيب النساء، علما أن 40 بالمائة من مجموع المصابات بسرطان عنق الرحم يتوفين سنويا لأسباب واهية كان من الممكن تفاديها. من ناحية أخرى يقول عدد من المختصين أن وحدات حماية الأمومة والطفولة والمصالح التي تتكفل بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم تكتفي في الوقت الحالي بالتشخيص المبكر عن هذا المرض لدى النساء اللواتي تطالبن بذلك أو اللواتي يتم توجيههن لهذا الغرض من طرف أطباء آخرين كما أن المجهودات المبذولة من طرف الدولة حتى الآن في مجال تكوين القابلات حول التشخيص المبكر لسرطان عنق الرحم ومختصين حول الفحوصات المجهرية (كولبوسكوبي) غير كافية لتوسيع التشخيص والوقاية من هذا النوع من السرطان تحديدا. وتتم الوقاية من سرطان عنق الرحم عبر اعتماد وسيلتين أساسيتين تتمثل الأول في التلقيح الذي يؤدي إلى الحماية من هذا الفيروس بنسبة أكثر من 75 بالمائة والوسيلة الثانية هي الوقاية الثانوية وتتمثل في البحث عن الجروح التي تصيب عنق الرحم والتكفل بعلاجها· أما فيما يتعلق بالشفاء من الإصابة بسرطان عنق الرحم أكدت الأستاذة سعدي أن 80 بالمائة من الحالات تشفى عفويا أو عن طريق العلاج إذا تم اكتشافها مبكرا.