محاجب و سندويتشات على العاشرة صباحا محلات الفاست فود تستقبل الجزائريين مبكرا يبدو أن عادات الجزائريين في التغذية قد تغيّرت بحيث باتوا يميلون الى التزود بفطور الصباح بدليل استقبال العشرات من محلات الإطعام السريع للزبائن مما أجبر أصحابها على استئناف عملهم مبكرا قصد تحضير الوجبات السريعة ولا يقتصر الأمر على إعداد القهوة والحليب وبعض المقبلات التي اعتاد عليها الجزائريون في الصباح الباكر عبر المقاهي وإنما بات الزبائن يطلبون (محاجب) و(سندويتشات) متنوعة في الساعات الأولى من الصباح لاسيّما في الفترة الشتوية الذي تزداد فيها شهية المرء بسبب البرد وشدة الجوع. نسيمة خباجة أضحى الرجال ينافسون النسوة في صناعة المحاجب والكسرة وغيرها من الأكلات الأخرى وباتت تتخصّص محلات في تحضيرها عبر الشوارع الكبرى بالعاصمة وصار الإقبال عليها كبيرا خلال الفترة الصباحية من اجل التزود ببعض الأكلات قبل الذهاب إلى العمل مما يؤكد تغيّر السلوكات الغذائية للجزائريين وميلهم الى فطور الصباح الذي كان لا يخرج فيما سبق عن القهوة وبعض المقبلات لكن في الوقت الحالي تحول إلى إفطار كامل في ساعات الصباح الأولى. محلات المحاجب تفتك حصة الأسد عادة ما يجبر التوافد الكبير على محلات صناعة المحاجب أصحابها على فتحها مبكرا لاستقبال الزبائن بحيث أصبح التزود بأكلة (المحاجب) عادة لا جدال فيها لدى البعض في الساعات الأولى من الصباح خاصة في فصل الشتاء بحيث وعلى غير العادة يكثر إقبال بعض المواطنين على محلات عرضها وهو ما وقفنا عليه ببعض المحلات عبر العاصمة إذ كانت تشهد طوابير طويلة لتذوق تلك الأكلة الشهيرة وكان أحد العاملين بالمحل يحضّرها على قدم وساق لتغطية طلبات الزبائن اقتربنا من البعض منهم فاجمعوا على ضرورة إشباع البطن قبل بدء يوم شاق من العمل وهو ما عبّر عنه الشاب فؤاد الذي قال: إن فصل الشتاء يفرض على المرء التزود بتلك الأكلات التقليدية الحارة المذاق من اجل التغلب على الإحساس بالبرد والشعور بالشبع وأضاف أنه يوميا يتوافد على المحل من اجل أكل المحاجب ولا إشكال لديه فهو يأكل ثلاث حبات من المحاجب في حدود التاسعة والنصف صباحا ويشرب العصير ثم يعود إلى العمل بكامل قواه لمزاولة نشاطه أما السيدة عايدة التي كانت تطلب هي الأخرى حبتين من المحاجب فقالت إنها تحبذ الأكل في الفترة الصباحية لاستعادة نشاطها وهي في العادة تمر على المحل من اجل أكل المحاجب الى جانب الإسفنج أو (الخفاف) بالشاي الذي يوفره المحل.. وأضافت أن فطور الصباح هو ضروري لكن للأسف هي ثقافة وسلوكات غذائية إيجابية نافعة للصحة لا يدركها أغلب الجزائريين. أنواع السندويتشات تحضر بقوة ما لفت انتباهنا هو اصطفاف أنواع من السندويتشات في وقت باكر لدى كشك للإطعام السريع بمحاذاة محطة تافورة بالعاصمة وكان يشهد توافدا من طرف المسافرين خاصة وأن المحطة تشمل خطوط بعيدة عن العاصمة على غرار خطي تيبازة والبليدة ما يفرض على المسافرين التردد على ذلك المحل من اجل التزود ببعض السندويتشات بالنظر إلى طول المشوار بحيث لاءم المحل أغلب الزبائن هناك وهو ما عبرت به احدى السيدات التي وفدت من البليدة إذ قالت إنها تعاني من مرض السكري ولا تحتمل الجوع وهي تأتي دوما إلى هناك من أجل شراء أنواع من السندويتشات التي يحضّرها المحل خاصة وأنه يوفر أيضا شروط النظافة ويلبي غرض الزبائن بفتح أبوابه مبكرا وكانت تهم بشراء سندويتش من البطاطا مرفق بالنقانق لسد جوعها. فيما طلب سيد آخر سندويتش دجاج وتنوعت الطلبات وما كان على صاحب المحل إلا توفيرها في وقت مبكر للزبائن من أجل تلبية رغبتهم وسد جوعهم. وبذلك تغير النمط الغذائي للجزائريين ومالوا إلى فطور الصباح ما يعكسه ترددهم الدائم على محلات الإطعام السريع في وقت مبكر بحيث تيّقنوا الأهمية القصوى للأكل في الصباح الباكر لمواجهة أعباء يوم كامل من العمل والالتزامات.