على الرغم من الانتشار الواسع للأطباق الراقية على مستوى المطاعم الفخمة إلا أن أغلب الجزائريين يميلون إلى أكلات شعبية بسيطة وأدمنوا على تذوقها والإقبال عليها خارج المنزل بعد أن وفرتها محلات الإطعام السريع، وتأتي في صدارة تلك الأكلات سندويتشات القرنطيطة إلى جانب المحاجب وهما الأكلتان اللتان اكتسبتا شعبية واسعة وذاع صيتهما وعرفتا بالإقبال الكبير عليهما من طرف مختلف الشرائح العمرية لاسيما وأنه يتوافق أكلهما مع هذه الفترة المتزامنة مع جو بارد وممطر· وانتشرت المحلات التي توفر الأكلتين في أغلب نواحي العاصمة وكبريات مدنها، بحيث نجد الأكلتان تزاحمان أشهر وأرقى الأطباق بسبب طلبهما المكثف من طرف الزبائن وما زاد من الإقبال الكبير هو ثمنهما المعقول الذي يتوافق وضعف القدرة الشرائية للكثيرين، فلا يتعدى سعر سندويتش قرنطيطة ما بين 10 و20 دينار للرغيف الصغير والكبير، أما المحاجب فهي بسعر 20 دينارا للحبة الواحدة وإن ارتفعت فلا تتجاوز 25 دينارا· في هذا الصدد قمنا بجولة عبر محلات الإطعام السريع التي تنتشر بساحة أول ماي وساحة الشهداء وشارع محمد بلوزداد فقابلنا هؤلاء الشبان الذين تفوقوا على النسوة في تحضير أكلة المحاجب بدليل اصطفاف النسوة أمام المحلات من أجل تذوقها على أيديهم، أما عن القرنطيطة فحدث ولا حرج فلا تكاد تنتهي صينية منها وقت الغذاء حتى يجبر العاملون على مستوى تلك المحلات على مضاعفة عدد الصينيات لاسيما في وقت الذروة ما بين الحادية عشر والنصف والواحدة بعد الزوال أين يكثر الطلب على تلك الأكلة المفضلة رغم بساطتها· اقتربنا من بعض الزبائن على مستوى الأقواس بساحة أول ماي فجذبنا تهافتهم على أكلة المحاجب وكانت طلبياتهم لا تنزل عن ثلاث حبات منها لترتفع أحيانا عن ذلك، منهم الشاب ياسين الذي أدمن على الأكلة وعلى الرغم من تحضيرها في المنزل من طرف أمه إلا أنه يهوى تذوقها خارج المنزل مرات عدة في الأسبوع الواحد خاصة وأن سعرها هو جد ملائم ولا يرتفع عن 20 إلى 25 دينارا بما يتوافق مع أصحاب الدخل المحدود، وأضاف أنه لا تغريه الأطباق الأخرى أمام أكلة المحاجب حتى الراقية منها خاصة وأن أكلها يتوافق مع الطقس البارد الذي تعرفه هذه الأيام· فيما يفضل زبائن آخرون سندويتشات القرنطيطة وهي الأكلة الشعبية المعروفة التي ذاع صيتها في الجزائر وغيرها من الولايات، وتعرف هي الأخرى إقبالا كبيرا من طرف مختلف الشرائح العمرية والسر في ذلك هو ذوقها الخاص والممتع، وعن هذا قالت السيدة زاهية موظفة إنها لطالما تزودت بين الفينة والأخرى في غذائها بسندويتش من القرنطيطة التي تهوى تذوقها كثيرا خاصة بعد إرفاقها بمادة الهريسة وإضفاء الطعم الحار عليها الذي لا يضاهيه طعما آخر، ضف إلى ذلك سعرها المعقول الذي يوافق مختلف الطبقات في ظل اللهيب الذي تعرفه أطباق أخرى، والذي يؤدي إلى استنزاف ميزانية كبيرة من الأجرة الشهرية لولا التحايل على وجبة الغذاء بإقحام تلك الأكلات معقولة الثمن· ويبقى السر في اكتساب تلك الأكلتين الشعبية الواسعة يتراوح بين النكهة الطيبة لهما والسعر المغري الذي يسيل هو الآخر لعاب الكثيرين حفاظا على قدرتهم الشرائية·