بقلم: عميرة أيسر* -مُنذ بداية القرن الماضي أين منحت الإمبراطورية البريطانية الاستقلال لدويلات الخليج العربي بعد أن ضمنت أن تبقى الدُّول الغربية المسيطرة عليها اقتصادياُ وسياسياُ وأمنياً وبالتحالف مع الأمريكان بالدرجة الأولى طبعاً فأنظمة هذه الدول الوليدة والمجهرية في معظمها والتي تتكون في من قبائل يهودية كآل سعود وآل الصُّباح وهذا حسب ما تؤكده الدِّراسات الأكاديمية الصهيونية الغربية قبل العربية عملت أنظمة هذه الدول منذ ذلك الوقت على سحق أي نهضة عربية حضارية بداية من أحلام الوحدة العربية إلى التآمر على تدمير دول عربية كسورياوالعراق وليبيا واليمن الجريح بعد أحداث الربيع العبري الصهيوني سنة2011 والذي كان من أهدافه الرئيسية القضاء على الجمهوريات العربية وإحلال محلّها دولٌ طائفية أو ملكية أو دينية على شاكلة دول الخليج العربي وتكون خادمة لاستعمار الغربي الرأسمالي الصهيوني فالخيانة والعمالة التي تجري في عروق حكام الخليج كمجرى الشيطان في عروق دم الإنسان جعلتهم ينفذون المخطط الماسوني الغربي لتدمير أقدم عواصم الشرق وأعرقها والتي تمتد إلى 5 آلاف سنة فالدولة السورية التي وقفت في وجه المشاريع الغربية لتقسيم فلسطين منذ سنة 1948 ودخلت في حروب مع العدو الصُّهيوني دفعت ثمنها جزءً من أرضها الغالية التي أصبحت واقعة تحت نير الاحتلال الإسرائيلي والتي رفضت الحرب على العراق سنة 2003 بل وأمدَّت المقاومة العراقية وقبلها اللبنانية سنة 1982 بالمال والسِّلاح بل وتدخل الجيش السوري في لبنان سنة 1976 لمحاربة الوجود الإسرائيلي من جهة ولجم بعض الكتائب اللبنانية والتي أثارت حرباً أهلية في البلد سنة 1975 وكان هذا التدخل السوري بطلب من الجامعة العربية آنذاك وانتهى باغتيال الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى2005 والتي دفعت السعودية وقطر ودول مجلس التعاون الخليجي باتجاه اتهام دمشق مباشرة في عملية اغتياله وحاولت إقناع محكمة العدل الدولية بضرورة مُحاكمة النظام السوري ورئيسه الدكتور بشار الأسد الذي دفع ثمن مواقفه السِّياسية وتحالفه الاستراتيجي مع إيران وحزب الله غالياً جداً منذ تلك الفترة ولا يزال. الحروب الإعلامية وبعد اندلاع الأحداث في سوريا كان لافتاُ الدور الإعلامي الذي لعبته القنوات الخليجية وعلى رأسها الجزيرة والعربية وسكاي نيوز ومئات المواقع الإعلامية والإخبارية والجرائد والصحف في محاولة إظهار ما يجري في سوريا وكأنَّه حرب إبادة جماعية تنتهجها الدولة السورية ضدَّ أبنائها الذين خرج بعضهم لمطالبة بتحسين الأوضاع الحياتية المعيشية وكذلك لحثِّ النظام السِّياسي الحاكم على إجراء إصلاحات اقتصادية وحقوقية شاملة بما يضمن تحول سوريا إلى دولة ديمقراطية حداثية ذات نظام سياسي عصري فهذه الوسائل الإعلامية القذرة والتي لعبت نفس الدور بالضبط في ليبيا واليمن وأدت إلى إحداث دمار هائل بهما وتحويلها إلى دول تعاني النزاعات والحروب الدامية وقبلها فعلت نفس الشيء بالعراق الأشم تحاول بشتى الطرق إكمال دورها المشبوه في سوريا وذلك من خلال تقديم كافة أشكال الدَّعم الإعلامي والتقني والمواكبة المستمرة لكل عمليات الإرهاب وجماعاته العاملة في سوريا وحتى الجماعات الماسونية المتطرفة والمصنفة أممياً كداعش والنصرة بأنها تنظيمات إرهابية يجب التخلص منها وإزالتها بالكامل لا زالت تصفها بالتنظيمات الجهادية وتسمى عملياتها بالاستشهادية أو الانغماسية والأخير مصطلح ما انزل الله به من سلطان لا اصطلاحاً في الفقه الإسلامي الديني ولا سياسياً في قواميس العلوم السِّياسية وتعريفاها ولا حتىَّ إعلامياً ولكن ولأنهم يفعلون المستحيل لتشويه الحقائق وتزيفها فأنهم يخلقون المصطلحات ويصنعونها صناعة حتى تصبح راسخة في الذهن ومتداولة في الوسائط الإعلامية الاجتماعية وفي القنوات وعلى لسان أهل الإعلام والسياسة وهذه طريقة عمل المدرسة الانجلوساكسونية عموماً والتي تخرج منها بعض أعمدة هذه القنوات المعروفُ ارتباطها بالموساد والمخابرات الأمريكية والدَّعم الإعلامي للإرهاب في سوريا ليس إلا غيضاً من فيض من الدعم الهائل سياسياً ومالياً ولوجستياً وعسكرياً لهؤلاء المرتزقة أو من يمثلهم كالجيش الحر أو جبهة ائتلاف سوريا أو المجلس الوطني السوري الانتقالي المعارض أو غيره من الهياكل التنظيمية الفارغة الجوفاء والتي لا وجود لها إلا في فنادق الدوحةوالرياض أو على الورق وكان أكبر خدمة قدمها خونة الخليج لخونة سوريا هو إخراج الدولة السورية من الجامعة العربية وتجمد عضويتها هناك رغم معارضة دول عربية عدَّة لهذه الخطوة المتهورة والغير مدروسة بدقة منها الجزائروالعراق.. زمن الفتن العمياء فالدول الخليجية الدَّاعمة لإرهاب طول تاريخها وعلى رأسها السُّعودية وذلك بحسب الدِّراسة التي قامت بها سنة 2003 مجلة يو أس نيوز أند وورلد ريبورت فإنَّ الرياض الحليف الأقوى لأمريكا في الشرق الأوسط والأغنى مالياً ونفطياً كانت منذ زمن بعيد مركز تمويل الإرهاب في العالم وذلك طبعاً خدمة لمشروع الأمريكي الامبريالي في العالم أجمع ومنه في سوريا والتي يزيد الدَّعم الخليجي لإرهاب فيها على 100 مليار دولار في أرقام تقريبية إذ قدمت قطر لوحدها حوالي 3 مليار دولار أمريكي خدمة لهذا المشروع القذر إذ يتمُّ جلب الشباب من مختلف الدول العربية والأجنبية وإغرائهم بعقود عمل في قطر ثم يقومون بعد ذلك بإغرائهم بالانضمام لما يسمىَّ بالجهاديين مقابل 3000 دولار شهرياً وهذا حسب شهادة الكثيرين ومنهم المواطن التونسي بليغ عوَّام صاحب 36 سنة والذي كان أحد ضحايا خلايا التَّجنيد التابعة لمخابرات القطرية وهذا ما أكدته مجلة فورين بوليسي في أحد أعدادها. إذ أكدت على أن قطر قدمت عشرات الملايين لشبكات تمويل وجلب لمقاتلين والجهاديين المُتطرفين وتعداه إلى دعم جماعات تكفيرية إرهابية في كل من الصومال وأفغانستان ومتمردين سودانيين انفصاليين أما صحيفة دايلي تلغراف وفي أحد أعدادها الصَّادر في شهر آذار الماضي تحدثت عن دعم قطر لإرهابيين في سورياوالعراق وقيام أحد مستشاري الحكومة القطرية بتقديم حوالي1.25 مليون جنيه إسترليني لمقاتلي القاعدة في سوريا شهرياً وقيام شخص يدعى محمد خليفة تركي السبيعي بتمويل الإرهاب في دمشق وبغداد بالإضافة إلى الفتاوى الدِّينية التكفيرية التي تخرج بشكل دوري من المؤسسات الرسمية الدينية السعودية والخليجية عموماً والتي تكفِّر الدولة السورية وجيشها تماماَ كما فعلوا في الجزائر ومصر في التسعينيات من القرن الماضي وكذلك فان السيِّد برنارد سكاوارسيني والذي شغل منصب رئيس دائرة الاستخبارات المركزية الداخلية الفرنسية وبعد مرور عام ونصف على تركه لمنصبه أصدر كتاباً قيِّماً بعنوان الاستخبارات الفرنسية: الرهانات الجديدة فضح فيه الدور الفرنسي القطري في دعم الإرهاب وجماعاته في سوريا والتحالف الغربي الخليجي عموماً في التأمر على سوريا والتي تشكل عمقاً استراتيجياً حيوياً لمحور الممانعة في المنطقة. -فهذه الدول الخليجية والتي تؤكد كل الوقائع والأحداث والقراءات السِّياسية وكذلك تصريحات مسئولين صهاينة ومنهم السيِّد أيوب قرا من حزب الليكود الصهيوني والذي شغل منصب نائب وزير التعاون الإقليمي في حكومة الاحتلال الصهيوني وذلك في حديثه إلى صحيفة ذا ماكر الاقتصادية الصهيونية وهي تعتبر النسخة الثانية لصحيفة هآرتس الواسعة الانتشار في فلسطينالمحتلة حيث أكد على عمق العلاقات الإسرائيلية الخليجية وعلى التنسيق الاستخباراتي العالي بين تل أبيب والعواصم الخليجية في عدَّة ملفات منها سوريا وأكد على أنَّ زيارة وفد حاخامات حباد لبحرين جاء باقتراح منه شخصياً وبالتالي فقد ظهر لرأي العام العربي وحتىَّ الدولي بشكل جلي الدور الخليجي في تدمير سوريا وتخريبها بغية التأثير على قرارها السِّياسي والعسكري وجعلها تقبل بالشروط الغربية الصهيونية وأهمها عقد اتفاقية سلام مع تل أبيب على غرار دول الطوق كمصر والأردن والتخلي عن دعم المقاومة الفلسطينية والعربية والتنازل عن أراضيها المحتلة من طرف الصهاينة وطبعاَ تنفيذ مخطط الشروق الأوسط الكبير بكل تفاصيله ورؤيته وأهدافه في سوريا والمنطقة العربية عموماً.