إتخذت الجامعة العربية تحت ضغط المملكة السعودية وبلدان الخليج قرارً يصنف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، ورغم هذه الخطوة من الجامعة العربية إلا أن الجزائر وتونس ولبنانوالعراق ترفعوا عنها، باعتبار أن حزب الله حركة مقاومة من أجل سمعة وسيادة الأمة العربية، وما الهدف الذي حرك دول الخليج وبعض الدول في الجامعة العربية يرمي إلى إقاف مقاومة حزب الله في سوريا ضّد الجماعات الإرهابية المتعددة هناك، وكذلك إيقاف تدخل روسيا في سوريا بغية ترك المجال لمواصلة الحرب بالوكالة التي تقوم بها دول الخليج، باعتبارها تدعم الجمعات الجهادية في سوريا والقادمة من تركيا بتسليح بلدان عربية خليجية. ويهدف أيضا هذا القرار إلى تحطيم سوريا كما فعلوا بحضارة العراق القديمة، وغيرها من الدول العربية، فحزب الله لوحده كان يدافع على سيادة لبنان وعلى كرامة الأمة العربية كلها أمام الإعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني التي تسوق لخطاب ترويجي بأنها تملك جيشا لا يهزم، لكن حزب الله كشف القناع الحقيقي لهذا الجيش واسقط استطورته في الماء، وأكد حزب الله في العديد من المرات أن الجيش الصهيوني، منهزم لا محالة، دافعاً بذلك تضحيات جسام على غرار الشهداء من أجل كرامة ونصرة الأمة العربية، كما أن مقاومته في سوريا من أجل صون شرف الامة العربية. ولعل الانتصارات الميدانية لحزب الله ضد الصهاينة وفي سوريا ضد الجماعات الإرهابية، والتقارب السياسي بين مختلف التشكيلات الحزبية في لبنان، أزعج المملكة العربية السعودية ما جعلها تهاجم شعب لبنان العربي والمسلم من خلال منع المساعدات، منذ أن تولى الحكم سلمان إبن السعود ودفعوه البعض في السعودية للعزف على وتر الطايفية السنة والشيعة وهذا خلافاً للسياسية السعودية القديمة التي لم نرى لها أي تدخل ضّد أي دولة عربية، لكن السياسة الجديدة افرزت تدخلا في اليمن بدل أن يعينها على إجاد حل سياسي سلمي. وكل هذه المعطيات تدركها الجزائر وتونس والعديد من الدول العربية، لذلك جاءت مواقفها صائبة، حيث أنها لا تحيد عن مبادئها الثابتة اتجاه القضايا التي تهم الأمة العربية وشعوبها، فضلاً عن البحث عن حلول سياسية في كل الصراعات التي تحدث داخل الدول العربية بعيداً عن الحلول العسكرية، وتصب كل هذه التحركات الحالية لدول الخليج من أجل استغلال هذه الهدنة في سوريا من أجل إعطاء الوقت للمعارضة أن تعيد تنظيمها بقوة أكثر خاصة بعدما أوقفت روسيا تدخلها في الحرب في سوريا وأوقف النظام مقاومته، وتبقى هذه الهدنة عبارة عن خطوة طبيعية من أجل إيقاف الحرب نهائيا في سوريا والتي تمهد لخطوة أكبر، وهي القضاء على الحرب بالوكالة في سوريا، مع الكف المطالبة عن تنحية بشار الأسد لأن وقف الحرب تتم مع النظام والمعارضة للوصول إلى حل سياسي في سوريا.