السجود هو المظهر الواسع للخضوع لأن الإنسان له وجه والذي يدل على الوجاهة وعند الخضوع لله بالسجود فهو عين العزة فلحظات السجود بين يدي الله سبحانه وتعالى لا تعوض لأن فيها يكون الإنسان في مقام القرب من الله تعالى ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لنبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في كتابه الكريم: {واسجد واقترب} وعندما يخشع العبد يستشعر حلاوة السجود ومعناه يجد أثر ذلك في روحه وقلبه وتتنزل على قلبه معان وأذواق لم يكن يعرفها من قبل ذلك لأنه في مقام القرب من رب العالمين. قيل لبعض العارفين: أيسجد القلب؟ فقال: نعم سجدة لا يرفع رأسه منها أبدًا. لا شك أن السجود في ذاته عبادة إذ إنّه يمثل غاية الخضوع بل هو أبلغ صور التذلل لله سبحانه وتعالى لأنه يربط بين الصورة الحسية والدلالة المعنوية للعبادة في ذلة العبد وعظمة الرب وافتقار العبد لخالقه. وهو من أعظم العبادات ولا يكون الانسان عبداً لله تعالى إلا بهذا التذلل وبهذه العبودية ومن هنا يظهر سر اختصاص السجود بالقرب من الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . والسجود ليس خاصًا بالبشر فحسب يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ومَنْ فِي الأرضِ والشمسُ والقمرُ والنَّجُومُ والجِبالُ والشجرُ والدوابُ وكثيرٌ مِنْ الناسِ وكثيرٌ حَقَّ عليهِ العذابُ ومن يُهنِ اللهُ فمالهُ من مُكرم إنَّ اللهَ يفعلُ ما يشاءُ}. وكما جاء في الحديث الشريف في مسند الإمام أحمد عن ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- آتيه بوضوئه وحاجته فقال: سلني فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة فقال: أو غير ذلك؟ فقلت: هو ذاك فقال: أعني على نفسك بكثرة السجود .