في فيلم (حرب النجوم) الأخير مات أحد أبطال الفيلم الأصليين في السلسلة لكن تمت صناعة وجه الممثل على الشاشة رقمياً. من المتوقع أن أيّاً من العارفين بالحيل الإلكترونية قد اكتشف الخدعة أو على الأقل ظهر له الأمر غير طبيعي مما جعله يشعر بعدم الارتياح لما يراه. لكن ماذا يمكن أن يحدث إذا بقي شكل الروبوت كما هو ولم يتحول إلى شكل قريب للبشر في الوقت الذي يكون فيه عقله مقارباً لعقول البشر؟ دراسة جديدة من جامعة ألمانية أظهرت أن هذا الشكل من التفكير الذي قد يخيف بعض الناس هو اكتشاف ربما يكون له آثار محتملة لمجموعة التفاعلات بين الإنسان والحاسوب. يقول جوناثان غراتش عالم الكمبيوتر الأميركي تعليقا على الموضوع: هذه الدراسة تدفع باتجاه إظهار حقيقة أنه ليس مهما كيف يبدو شيء ما أو كيف يتحرك بل المهم هو كيف يفكر؟ وماذا يمثل؟ مضيفاً أنه سيكون هناك الكثير من التفاعلات بين الإنسان والآلة فريق العمل سيكون مشتركا بين الاثنين ورئيسك في العمل قد يكون آلة وقد تحل الآلات محل الصحفيين في كتابة مقالات الصحف لذلك فإن هذه المسألة موضوعية جدا وتتناول مشكلة مهمة. لكن ماذا يحدث عندما تصبح عواطف الآلة مشابهة لما هي عليه عواطف الإنسان؟ لمعرفة ذلك أجرى علماء ألمان في جامعة كيمنتس للتكنولوجيا اختبارا أعطوا فيه ل 92 مشاركا سماعات للواقع الافتراضي وطلبوا منهم أن يراقبوا محادثة قصيرة بين رجل افتراضي وامرأة في ميدان عام. الشخصيتان في المحادثة تناقشان إرهاقهما نتيجة الطقس الحار. المرأة تعبر عن إحباطها لعدم وجود وقت فراغ والرجل يظهر تعاطفه مع ضيق المرأة أثناء انتظاره لصديق. شاهد الجميع نفس المشهد ولكن تلقى المشاركون واحدة من أربعة توصيفات. نصف هذه التوصيفات تقول إن الشخصيات الموجودة هي تحت التحكم البشري والنصف الآخر من التوصيفات تقول إن السيطرة للكمبيوتر. وداخل نفس المجموعات وصفت المحادثة بأنها مكتوبة بينما وصفت للنصف الآخر بأنها كانت ارتجالية. كانت نتائج الدراسة التي نشرت مؤخراً في مجلة ساينس الأميركية تدل على أن الذين شاهدوا المحادثة واعتقدوا أنها من صنع الكمبيوتر تفاعلوا مع المشهد على أنه غريب نوعا ما وغير مريح بينما الذين شاهدوه على أنه من صنع البشر لم يبدوا أي استغراب للحوار الدائر. أي أن السلوك الاجتماعي عندما يأتي من إنسان فهو شكل طبيعي وعلى ما يرام أما لو أتى نفس السلوك من كمبيوتر فإن الأمر يبعث على عدم الراحة والإحباط. وهنا يذهب الباحثون إلى أن الشعور بالإحباط عند الفريق الأخير ناجم عن إحساسهم بالتهديد من تفوق الكمبيوتر وأن البشر قد يفقدون السيطرة على التكنولوجيا في المستقبل.