حذر المؤتمر الدولي لحرية التعبير بين الاتجاهات الفكرية ومحكمات الشريعة في بيانه الختامي الصادر أول أمس الثلاثاء من ازدراء أتباع المذاهب الإسلامية وإثارة النعرات المذهبية والطائفية مطالبا بتجريم هذه الأعمال ووضعها تحت طائلة المساءلة القضائية. ودعا المؤتمر الذي نظمه المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة إلى الحذر من التساهل في التصنيفات الدينية والفكرية سواء للهيئات أو المؤسسات الحكومية والأهلية أو الأفراد واعتبارها وقود فتنة بين المسلمين وفتيل التطرف والتناحر والتدابر. وأكد المؤتمر ضرورة تفهم سنّة الخالق جلّ وعلا في الاختلاف والتنوع والتعددية والحفاوة بتعدد المدارس الإسلامية في سياق عطائها العلمي والفكري المشروع واعتباره من مظاهر سعة الشريعة الإسلامية وعالميتها ورحمتها بالعباد. وطالب المؤتمر بالتصدي للقنوات والوسائل الإعلامية التي تثير مفاهيم الكراهية والازدراء والتحريض والتأجيج بين المسلمين أو بينهم وبين غيرهم. كما حذر المؤتمر من التساهل في التكفير والتبديع والتفسيق داعيا أهل العلم والإيمان إلى التماس الأعذار لإخوانهم وحسن الظن بهم وتبيان الحق والنصح لهم بالحكمة والحذر من سلبيات التعالي والإقصاء. وطالب المؤتمر الجاليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية باحترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها والالتزام بخصوصياتهم وفق الأدوات الدستورية والقانونية المتاحة والتقيُّد التام بما تنتهي إليه من حسم نهائي. كما طالب الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في البلدان غير الإسلامية بتوعية الجاليات الإسلامية باحترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها وأن أي إساءة لذلك من شأنها أن تسيء للإسلام وتنفر منه أو تضعه في دائرة الاتهام. وشدد المؤتمر على أن حَمَلَة الفكر الإرهابي الضال خارجون عن جادة الإسلام والمسلمين مبينا أنه ليس في مذاهب ومدارس المسلمين إنْ في الأصول أو الفروع داعيةَ تطرف ولا إرهاب وشاهد ذلك أن هذا الجنوح الفكري حاربه الجميع عن قوس واحدة دون استثناء كما حاربته هي كذلك. وأرجع المؤتمر أسباب الإرهاب إلى عدة عوامل أهمها: غياب القدوة وضعف دورها وتنامي ما يسمى بصحوة الشباب المسلم إزاء ضعف مادتهم العلمية والتوعوية والانعزال عن المراجع العلمية الموثوقة إضافة إلى غياب فقه التسامح والتعايش والإثارة السلبية للمشاعر الدينية ضد الآخر في الدين أو المذهب أو الفكر والجهل بقواعد الشريعة الإسلامية في الترتيب بين المصالح والمفاسد وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا. وأكد المؤتمر على اعتبار المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب المرتكزَ الرئيس لاجتثاثه من جذوره وأن المواجهات العسكرية مع أهميتها البالغة في درء خطر الإرهاب لا تحسم المعركة النهائية معه. وكان المؤتمر قد بحث في خمس جلسات منذ الأحد الماضي مواضع التقاطع بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة الإسلامية وثوابتها.