حذرت الطبقة السياسية الجزائرية السلطات الفرنسية من القيام بعملية معاقبة جماعية للمسلميين الذين تشكل الجالية الجزائرية جزءا معتبرا منهم في البلد الإستعماري السابق وإستطلعت "البلاد" عينة من الشخصيات السياسية الممثلة لتيارات المعارضة والمولاة حيال تداعيات الهجوم المسلح من متطرفين في باريس على مجلة "شارلي إيبدو" وتأثيره على الجالية الجزائرية المسلمة هناك حيث اتفق الجانبين على نبذ التطرف مهما كان نوعه وإدانة الأعمال الإرهابية مؤكدين ان السياسة الدولية المنتهجة ضد الإرهاب فشلت وادت الى عواقب وخيمة من بينها تحويل اوروبا الى بيئة خصبة لتطرف الفكري و هو ما يظهر جليا من خلال أعداد القادمين من أوروبا في صفوف التنظيمات الإرهابية كما طالبت الشخصيات السياسية الجزائرية بوقف الاستفزازات ضد كل ما يمس بهوية المسلمين في فرنسا خاصة و في أوروبا بشكل عام ابوجرة سلطاني :" التطرف وليد التطرف و الحل في الحوار" و انتقد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم ابو جرة سلطاني في اتصال مع "البلاد" الطريقة التي عالجت بها فرنسا و المجتمع الدولي افة الإرهاب منذ إعتدائات ال 11 من سبتمبر معتبرا ان التضييق على الجاليات المسلمة في فرنسا ادى الى ظهور نتائج عكسية لسياسة مكافحة الإرهاب تفجر من خلالها خلايا متطرفة ورغم ان سلطاني ابدى اسفه من الإعتدائات الإرهابية التي راح ضحيتها ابرياء الا انه شدد على ان ما حدث ما هو الا رد متطرف على تطرف فكري اخر تنتهجه العديد من الدوائر الإعلامية و الفكرية و السياسية الفرنسية ضاربة بعرض الحائط مشاعر ملايين المسلمين في ذلك البلد وحذر ابو جر سلطاني من إتخاذ ردود افعال عشوائية ضد افراد الجالية المسلمة هناك مطالبا بإستعمال لغة الحوار كأحسن حل لمواجهة التطرف جاب الله : " لا نقبل إلصاق التهمة بعموم المسلمين في فرنسا " و من جهته وصف رئيس جبهة العدالة و التنمية عبد الله جاب الله الهجمات الإرهابية ضد المجلة بالأفعال المعزولة و التي ينبغي على السلطات الفرنسية حسبه ان تسعى وراء منفذيها و تحقق في القضية دونما ان توجه الإتهام الى باقي عموم المسلمين في فرنسا و إعتبر جاب الله انه من الغير المقبول قانونيا و أخلاقيا ان يتم إلصاق تهمة هذا العمل بالمسلمين قبل تتأكد التهمة وتصدر نتائج التحقيق او ان تتبنى جهة ما الهجمات بوحجة : "التطرف نوعان وكلاهما يمارس في فرنسا" وندد الأمين العام المكلف بالعلاقات العامة في حزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة بالأعمال الإرهابية مؤكدا ان مسألة التطرف اخذت منحى خطير وتجاوزت الدول العربية و الإسلامية لتتغلغل في اوروبا مؤكدا انه من الخطأ محاربة التطرف من جانبه الديني فقط وتجاهل التطرف المعنوي الذي سيستفز مشاعر المسلمين في فرنسا فلابد ان يعي الفرنسيون حسب بوحجة ان فتح المجال امام حرية الإستهزاء بالمقدسات الدينية يغذي التطرف اكثر من الخطاب الديني نفسه نبيل يحياوي : " الهجوم يسود صورة الإسلام ويعقد اوضاع الجالية" و في المقابل يرى المكلف بالإعلام و الإتصال في حزب تجمع امل الجزائر "تاج" ان مثل هذه الأعمال ستؤدي الى مزيد من الكراهية ضد الإسلام و المسلمين وسيعقد اكثر من اوضاع الجالية الوطنية التي تعاني تحت وطئ التميز واضاف المتحدث ان حزبه "تاج" يستنكر العمل الإرهابي ويرفضه تحت طائلة اي مبرر الا انه يندد ايضا بالتجاوزات ضد الإسلام و المسلمين و اتخاذ حرية التعبير ذريعة لذلك جمعها : هشام حدوم