الصهاينة يبدؤون أسبوع تنديس الحرم: ** اقتحمت مجموعة من المستوطنين والمتطرفين اليهود باحات المسجد الأقصى المبارك أمس الإثنين تحت حماية قوات شرطة الاحتلال وكانت عدة منظمات يهودية متطرفة قد دعت إلى تكثيف اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ أمس ويستمر لأسبوع. ق. د/وكالات حثت الجماعات اليهودية على تقديم قرابين من الذبائح عند القصور الأموية الملاصقة للمسجد الأقصى والتي تعتبر جزءا من أراضي دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للإدارة الأردنية. وكان زعيم إحدى هذه الجماعات المتطرفة التي تسمي نفسها (عائدون) قد دعا في شريط مصور المسلمين إلى إخلاء المسجد الأقصى أمس الإثنين كي يتسنى لليهود تقديم القرابين. وقد فرضت سلطات الاحتلال طوقا أمنيا مشددا على الضفة الغربية وغزة حتى نهاية العيد الثلاثاء المقبل وأعلنت اتخاذ تدابير أمنية مشددة تحديدا في مدينة القدس وضواحيها. وكانت حركة حماس دعت الأربعاء الماضي الفلسطينيين إلى تكثيف تواجدهم في المسجد الأقصى وساحاته بالتزامن مع تزايد الدعوات الإسرائيلية لاقتحام المسجد خلال العيد. وقال المتحدث باسم الحركة حسام بدران (إن تزايد الدعوات لتدنيس المسجد الأقصى واستغلال أيام عيد الفصح لمضاعفة اقتحامه يحتم على شعبنا الفلسطيني شحذ الهمم ومواصلة الرباط في الأقصى لصد تلك الدعوات). انتقام من جثامين الشهداء على غرار مقبرة الأرقام السرية التي أقامها جيش الاحتلال في أواخر السبعينات في منطقة سرية في غور الأردن واعتاد أن يدفن فيها جثامين الفدائيين الذين نفذوا عمليات داخل الكيان من خارج البلاد يواصل الاحتلال الاحتفاظ بأكثر من مائة جثمان لشهداء فلسطينيين ممن قتلوا خلال عمليات أو اشتباكات مع جيشه في العقدين الأخيرين وخاصة بعد اتفاقية أوسلو وخلال الانتفاضة الثانية. ويدعي الاحتلال في رده على استئنافات قضائية قدمها ذوو الشهداء أنه أضاع جثامين بعض الشهداء بينما يجد صعوبة في العثور على جثامين شهداء آخرين. ناهيك عن ادعائه بعدم القدرة على التعرف وتشخيص جثامين شهداء آخرين وتحديد هويتهم بشكل قاطع. وذكرت هآرتس في تقرير أمس الإثنين أن السلطات اعترفت في استئنافات قدمت أخيراً للمحكمة العليا أنها أضاعت جثامين سبعة من القتلى الفلسطينيين ممن سقطوا في الانتفاضة الثانية ولم تتمكن من العثور على مكان دفنهم. وادعى ممثل دولة الاحتلال في جلسة خاصة للمحكمة عقدت في أواسط مارس الماضي أن الدولة تمكنت من العثور على جثماني شهيدين فقط من أصل 123 شهيد ممن لا يزال الاحتلال يحتفظ بجثامينهم. إلى ذلك اتضح بحسب تقرير هآرتس ومعطيات مركز حماية الفرد أن الاحتلال يدعي أنه لا يوجد قرار يحدد جهة محددة تنظم مسألة دفن جثامين هؤلاء الشهداء أو تملك سجلاً منظماً لمواقع الدفن التي تمت خاصة أن شركة إسرائيلية خاصة كانت تقوم بهذه العملية قد أغلقت وتم إتلاف كل مستنداتها ووثائقها. وتنقل عن مصدر قوله: إنه حتى أواخر التسعينات لم يكن هناك أي اهتمام في إسرائيل بمصير هذه الجثامين ولا أي اهتمام بهوية وصاحب الجثمان الذي قمنا بدفنه هنا أو هناك. وذكر التقرير أسماء عدد من الشهداء الذين قدمت عوائلهم استئنافات بغرض استعادة جثامينهم لكن الاحتلال يدعي أنه لم يعثر على هذه الجثامين أو لم يتمكن من تشخيصها وتحديدها بشكل نهائي وهم: ضياء دمياطي الذي استشهد في أكتوبر 2002 في اشتباك مع الاحتلال قرب بلدة الطيبة (قرب رام الله) وضرغام زكارنة الذي استشهد في مارس 2002 عند حاجز الرام وعلاء مرشود الذي استشهد في جوان 2002 قرب مدينة طولكرم. وأيضاً من بين الشهداء المذكورين الشهيد نمر أبو سيفين استشهد في ديسمبر 2001 وسيف بدران الذي استشهد عام 2003 وعيسى بدير استشهد عام 2002 بالإضافة إلى فوز إبراهيم هلال. وبين تقرير خاص أنه عندما توصل مراسلها إلى إحدى المقابر الإسرائيلية في بئر السبع التي دفن فيها بعض الشهداء وتدعى منحاه نخوناه قال له أحد العاملين في المكان إن الجنود وصلوا إلى المكان قبل أعوام وأغلقوا المنطقة ولا نعرف ماذا فعلوا في الداخل. وذكر أنّها عثرت في المقبرة المذكورة على منطقة يتم فيها دفن الشهداء دون أي إشارات أو علامات عند مكان الدفن. وتدعي حكومة الاحتلال أنّ العثور على مقر دفن جثامين الشهداء وتشخيصهم أمر شائك ومعقد بحجة أن أكثر من جهة إسرائيلية تعالج هذا الملف. وأثار هذا الرد حفيظة قضاة في المحكمة طالبوا حكومات الاحتلال بأخذ عينات الحمض النووي من عوائل الشهداء ومقارنتها مع الحمض النووي للجثامين لتحديد ومعرفة أصحاب الجثامين المدفونة في المقبرة الإسرائيلية جنوبي البلاد. وتنقل المصادر عن مديرة مركز حماية الفرد داليا كريشطاين التي يتولى المركز الذي تديره تقديم استئنافات لاستعادة جثامين الشهداء أن دولة إسرائيل على أذرعها المختلفة تبدي بلاهة وتعصباً إلى جانب الاستهتار في كل ما يتعلق بجثامين الشهداء ومواصلة تعذيب أبناء عائلاتهم متسائلة (كيف يمكن لجثامين وجثث موجودة بحوزة الدولة لسنوات طويلة أن تضيع فجأة؟). وتضيف كريشطاين أن (كل التوجهات التي قامت بها لمختلف الجهات بدءاً من التأمين الوطني والجيش ومعهد التشريح العدلي تم تجاهلها أو تم عدم رفعها للجهات الأعلى عن سابق قصد وهذه سياسة مقصودة لإسكات الموضوع). ولفت التقرير إلى أن مركز القدس لحقوق الإنسان قدم هو الآخر عبر المحامي سليمان شاهين التماسات لتحرير واستعادة جثامين 120 شهيداً. وردت دولة الاحتلال بالادعاء أن العثور على هذه الجثامين وتشخيصها وتحديد هوية أصحابها بدقة عالية تحتاج لمجهود كبير يلزم رصد ميزانيات طائلة لكل جثة وأنه على الرغم من بذل جهود كبيرة إلا أنه لم تفلح الجهات المختصة في معرفة هوية أصحاب هذه الجثامين. مجازر تاريخية ولقد مرّت أول أمس الأحد الذكرى التاسعة والستون لمجزرة دير ياسين المنكوبة والتي بدأت بالتحديد في فجر التاسع من افريل من عام 1948 وحصدت العصابات الصهيونية بعد انقضائه 245 ضحيّة فلسطينيّة من نساء ورجال وأطفال عُزّل ذنبهم الوحيد كان هويتهم العربيّة الفلسطينيّة التي أزعجت القيادة الصهيونيّة السياسيّة والعسكريّة معًا ووقوفهم عائقًا في وجه مخطّطاتها الاستعمارية مثل باقي أهالي القرى الفلسطينيّة التي تم تهجيرها والتي فاق عدد القرى المدمّرة منها في عام النكبة 500 قرية. وكانت دير ياسين التي تواجه الضواحي الغربية للقدس مسرحًا لأشهر مجازر النكبة وشاهدًا على دموية العصابات الصهيونية التي عمدت إلى اقتحام البيوت بيتًا بيتًا وتصفية من فيها شيوخًا ورجالًا ونساءً وأطفالًا ومن ثمّ نسفها لإخفاء معالم الجريمة من جهة ولطمس أي شاهد فلسطيني في المكان الذي قامت على أنقاضه مستوطنة غفعات شاؤول. واعتبرت تلك المجزرة إحدى النقاط الفاصلة في الهجوم الذي شنّته العصابات الصهيونيّة للسيطرة على القدس وضواحيها الغربيّة وإحكام قبضتها على الطريق الواصل بين القدس ويافا إذ لم تقتصر أهدافها على البعد الاستراتيجي والعسكري فوراء هول الفظائع والجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في ذلك اليوم ثمّة حرب إعلاميّة كامنة تهدف إلى إرهاب القرى المجاورة ودفع أهاليها إلى الرحيل وهو ما تحقّق لاحقًا ولم تغب عنه رغم ذلك الآلة العسكرية.