أثنى السيّد وائل دعدوش الأمين العام للجمعية الوطنية للتضامن والقضاء على المشاكل الاجتماعية على القرارات الأخيرة التي اتّخذها رئيس الجمهورية في الآونة الأخيرة والإجراءات المعلن عنها بعد الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، مؤكّدا أن الإمكانيات الكبيرة التي تضعها الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية تحت تصرّف الشباب وعموم المواطنين لم تتوفّر في أيّ دولة عربية، مشيرا إلى أن المشكل يبقى في بعض الذهنيات التي ترفض مواكبة إرادة الدولة وتعجز عن الانسجام مع المكتسبات المحقّقة التي طالب فعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية إلى الترويج لها، وتحسيس الشباب والمواطنين بأهميتها· وتأسّف دعدوش لدى نزوله ضيفا على حصّة "جدل" للقناة الإذاعية الوطنية الأولى أمس لكون بعض الأحزاب لا تؤدّي دورها المفترض أن تقوم به، مشخّصا السبب في ضعف الاتّصال بين الشعب والأحزاب وذلك نتيجة "للنّرجسية التي يمتاز بها قيادات وإطارات بعض الأحزاب وعدم ترك الفرصة للشباب خوفا من فقدان مناصبهم"، مشيرا إلى وجود وعي سياسي واجتماعي كبير في القاعدة وهذا من خلال جمعيات المجتمع المدني، إلاّ أن هذا الوعي لم يستغلّ حسبه من طرف السياسيين إلى درجة غياب رؤساء الأحزاب والبرلمانيين في الميدان خلال الاحتجاجات الأخيرة لأنهم كانوا غائبين كلّيا عن الميدان وبعيدين كلّ البعد عن انشغالات المواطنين· ويرى الأمين العام للجمعية الوطنية للتضامن أن الجزائر تعرف ديمقراطية حقيقية لا يمكن نكرانها، مشيدا باحترافية رجال الأمن في التعامل مع بعض الأوضاع وحرصهم على تجنّب استخدام العنف، داعيا المثقّفين والشباب إلى تجنّب الإصغاء إلى الأصوات "التي تأتي من وراء البحار"، مؤكّدا ضرورة أخذ المبادرة وجعل شبابنا هم من يتحكّمون في المواقع الإلكترونية المؤثّرة التي باتت أهمّيتها في تزايد، حتى يكون شبابنا مؤثّرين لا متأثّرين فقط· وفي نفس الحصّة، أشارت نصيرة مداح أستاذة في علم الاجتماع بجامعة الجزائر إلى أهمّية فهم واقع الأحزاب في حدّ ذاتها، حيث يتخبّط بعضها في مشاكل داخلية، الأمر الذي يجعلها بعيدة عن ما يحدث في الشارع الجزائري ولا تنقل تطلّعاته ولا تهتمّ بانشغالاته· وحمّلت مداح الأحزاب مسؤولية الفراغ السياسي الرّهيب في الواقع السياسي الجزائري "لأنها تعيش في الأبراج العاجية"·