عادة ما يتفق الزوجان على كل شيء قبل الزواج، على المهر والعرس، ثمّ السكن، او الإيجار، بل وحتى على الإنجاب فالكثير من الازواج، يتفقون على السنة التي ينجبون فيها اطفالا، ولكن في بعض الأحيان قد ينقض احدهما هذا الاتفاق، وقد يؤدي ذلك إلى وقوع مشاكل تؤدي حتى إلى الطلاق. مصطفى مهدي قد يعتبره البعض مشكلا بسيطا، ولكن الكثير من العائلات، او الازواج، عادة ما تحدث بينهم شجارات بسبب الإنجاب، بعضهم يفضل التأخير، وآخرون التعجيل، خاصة وان بعض النساء يعتبرن الإنجاب، هو وسيلة تحميهن من غدر الرجل، اي سلاحا في ايديهن، ولهذا ينقضن العهد ويحملن، وهو ما قد يعقد الوضع، عوض ان يحله، ويزيد من الشقاق بين الزوجين، بدل ان يجمع بينهما. اما عقد الزواج صار يتضمن مؤخرا بعض الشروط التي تجعل المراة او الزوجة تستطيع الحفاظ على عملها، ولا يستطيع حينها الزوج منعها منه، لكن عادة ما يتفق الرجل والمراة على شروط اخرى بينهما، من مثل ان تختار الزوجة الوقت المناسب للانجاب، وألا يجبرها الزوج عليه وهكذا، او حتى عدد الاطفال المنجبين، لكنّ كل تلك الشروط قد تسقط، او قد يحاول احد الطرفين اسقاطها، وقد ينجح بالتفاهم، وقد لا ينجح، فتكون البداية لصراع دائم بينهما. حسان الذي اشترط على زوجته قبل الزواج ان لا ينجبا الاّ بعد مدّة، او على الاقل ليس قبل ان يستقرّ في عمله، وقد اراد بذلك، يحكي لنا، ان يكون مستعدا وقادرا على تحمل المسؤولية كاملة، ولا تنقص ابنه لا الامور الماديّة، ولا وجوده إلى جانبه في الاوقات الصعبة، يقول:"الزواج مسؤولية كبيرة، والانجاب مسؤوليته اكبر، حيث لم اكن مستعدا ماديا للتكاليف التي تتبع انجاب الأطفال، وحتى معنويا لم اكن قادرا على ان اكون حاضرا باستمرار إلى جانب زوجتيكما انا كنا نسكن لوحدنا، اي انّ اي طارئ يصيب الطفل او امه لن يجدا إلى جانبهما ما يساعدهما او يقف معهما، وهو امر جعلني اتخذ قراري بان لا انجب الاّ بعد ان اعتمد في عملي، فيكون لي حينها اجر محترم، واكثر وقت لاعتناء باسرتي، لكن زوجتي ظنت أني افعل ذلك لأتخلص منها في أيّ وقت، وأرادت أن تربطني وتقيدني بان تفرض علي إنجاب الاطفال، وهو الامر الذي لم احتمله، خاصة بعد ان تدخلت أمها وعائلتها لإقناع ، فكان أن طلقتها لان حياتنا صارت لا تطاق". اما نفيسة فقد اخبرتنا أنها انفصلت عن زوجها بسبب نقضه للوعد الذي قطعه على نفسه قبل الزواج، تقول "طالما كان العمل اهم شيء في حياتي، وحتى عندما قررت الزواج اشترطت على زوجي الاّ يمنعني عنه، وهذا لا يعني أنني لم اكن مستعدة لتحمل مسؤولية الزواج، وما يترتب عنه، وهو الأمر الذي لم يتفهمه زوجي، وصار يعيد علي فكرة الولد أكثر من مرة في اليوم وزاد الطين بلة أنّ أصدقاءه وأسرته، كانوا يسألونه دائما فيجيب انه لم يحن الوقت، حتى ظنوا اننا نعاني من مشكل ما، ولم تكن لزوجي من قوة الشخصية ما يجعله يصارحهم ويواجههم، فراح يرمي بغضبه علي، وقررنا بعدها ان ننفصل."