مع تعدد المشاكل المطروحة من طرف المواطنين والتي تختلف من شخص للآخر وهذا بحسب طبيعة انتمائه وكذا نوعية العمل الممارس والجهة التي يتبعها ، وفي كثير من الحالات يلجأ العديد من المواطنين إلى رؤساء البلديات أو ما يعرفون" بالأميار" ، وهذا بغرض حل مشاكلهم المتعددة والتي تتعلق بمطالب أساسية تكاد تكون جوهرية وملحة في نفس الوقت ، فالمتأمل لجملة التطورات والأحداث التي تحدث هنا وهناك بالبلديات يدرك حجم عدم التعامل الفعلي والحقيقي لرؤساء البلديات ، وحول هذه النقطة بالذات يعتمد عدد كبير من الأميار في حل المشاكل المتراكمة للمواطنين على سياسة "التبلعيط" وهذا من خلال إعطاء وعود وآمال بالحل لكن الهدف الحقيقي من كل هذا كما يراه البعض هو محاولة يائسة من البعض لتسكين آلام المواطنين حول مشاكلهم وهمومهم اليومية حول عدد من القضايا التي أربكت العام والخاص خصوصا فيما تعلق بقضايا السكن والعمل . ولعل بعض المشاكل التي حدثت بالولاية لخير دليل على عدم جدية مسؤولي البلديات في التكفل بانشغالات المواطنين وهو ما يضطر الكثير منهم إلى التوجه إلى مصالح أعلى من ذلك وبالضبط الذهاب إلى رؤساء الدوائر والوالي في نهاية المطاف . هذه السياسة الخادعة التي ينتهجها بعض "الأميار" لم تكن لتحل أو تسكن الآلام المتعددة للمواطنين بل زادت الطين بلة ، حيث دفع هذا الإهمال الكبير بما يطلبه المواطن إلى تأزيم الوضع وخروج المواطنين أحيانا عن المألوف والتعبير بطرق تصل أحيانا إلى الابتعاد عن الحضارة وهذا كله نتيجة ما يعانونه من مشاكل متفاقمة ويومية . هذا الواقع دفع بالسلطات العمومية إلى محاولة رأب وإيجاد حل لهذا المشكل الذهني قبل كل شيء وهذا عبر تنظيم تربصات ولقاءات لرؤساء البلديات وتوعيتهم بمحاولة النزول إلى الميدان والتخلي عن ذهنية التموقع خلف الجدران والتي كانت سببا حقيقيا في هذا الوضع.