مواجهات في يوم النفير العربي لمقدسات المسلمين ** اعترضت قوات الاحتلال أمس الجمعة طريق عشرات الحافلات التي تقل مصلين من الداخل الفلسطيني ومنعتها من الوصول إلى مدينة القدس تلبية لدعوة النفير التي كررها الخميس مفتي القدس الشيخ محمد حسين بعد صلاة العشاء في باب الأسباط. قامت عناصر شرطة الاحتلال منذ ساعات الفجر بنصب حواجز على الطرق المؤدية للقدس من مختلف أنحاء فلسطين الداخل من الشمال وحتى الجنوب وأعادت حافلات وسيارات فلسطينيين من الداخل من النقب والمثلث والجليل وذلك لمنع وصول آلاف المصلين للقدس تزامناً مع منع أهالي الضفة الغربيةالمحتلة من الوصول إليها. وكانت الهيئة الإسلامية في مدينة يافا قد أعلنت الخميس عن إغلاق المساجد في المدينة أمس الجمعة وتوجيه المصلين للصلاة في القدس فيما دعت اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم التي سقط منها الشهداء الثلاثة في الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال إلى شد الرحال للمسجد الأقصى وتوحيد صلاة الجمعة لمن لا يستطيع السفر إلى القدس في مسجد واحد وتخصيص خطبة الجمعة اليوم لنصرة المسجد الأقصى. واعتقلت الشرطة وعناصر المخابرات في وقت سابق من يوم الخميس عدداً من نشطاء الهيئة الإسلامية في يافا للتحقيق معهم. إلى ذلك قررت سلطات الاحتلال منذ الخميس وضع خمس فرق عسكرية من جنود جيش الاحتلال على أهبة الاستعداد في مناطق الاحتكاك وعند الحواجز العسكرية في الضفة الغربية فيما دفعت صباح أمس الجمعة بأكثر من 3000 شرطي وعنصر من حرس الحدود إلى مدينة القدسالمحتلة. وتمركز العشرات من عناصر حرس الحدود منذ ساعات الفجر عند بوابات البلدة القديمة وخاصة في باب العامود وباب الساهرة وباب الأسباط مع حركة نشطة لدوريات الشرطة في شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان وتشديد الوجود العسكري عند مخارج البلدات والقرى الفلسطينية المحيطة في القدس مثل حي جبل المكبر والعيساوية والطور وراس العامود لعرقلة وصول المقدسيين إلى البلدة القديمة. وجاء هذا التصعيد المتوقع بعد ساعات من قرار المجلس الأمني والسياسي لحكومة الاحتلال الليلة الماضي إبقاء مسألة نزع البوابات الإلكترونية على أبواب الأقصى رهناً بقرار الشرطة في محاولة من حكومة الاحتلال للترويج للادعاء القائل إنّ قرار نصب البوابات على مداخل الأقصى هو لأسباب أمنية وليس قراراً سياسياً يدخل ضمن سعي حكومة الاحتلال الدؤوب لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وصولاً إلى حالة من التقسيم الزماني والمكاني على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف بعد المذبحة التي ارتكبها الإرهابي باروخ غولدشتاين عام 1994. في المقابل واصل المقدسيون فجر أمس أيضاً لليوم السادس على التوالي إقامة الصلاة خارج المسجد الأقصى. وتسود مدينة القدس حالة غليان وغضب شديدين تنذر بانفجار الأوضاع كلياً في القدسوالضفة الغربيةالمحتلة وهو ما يخشاه جيش الاحتلال وأجهزة المخابرات والتي كانت أوصت بوجوب رفع البوابات الإلكترونية أمام الأقصى إلا أنّ وزير الشرطة الإسرائيلية جلعاد أرادن رفض ذلك واضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى تبنّي موقف أردان خوفاً من انتقادات اليمين له. وتأتي هذه الخطوات رغم الحديث المتواصل منذ أسبوع عن مساع واتصالات مع السعودية والأردن لإيجاد حل ومخرج من الأزمة التي تهدد بحسب تقييمات الأجهزة الأمنية بإشعال الأرض المحتلة وتخوفات من امتداد ألسنة اللهب إلى دول مجاورة خاصة الأردن. دعوات سياسياً وفيما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس خلال اتصال هاتفي من نظيره التركي رجب طيب اردوغان إجراء اتصالات مع الجانب الأميركي لإلزام الاحتلال بالتراجع عن إجراءاتها بشأن القدس دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات فورية وعاجلة للضغط على دولة الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين ومقدساتهم محّذراً من تدهور الأوضاع الأمنية جراء التصعيد الإسرائيلي في القدس. بدوره أعرب مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف عن قلقه داعياً الأصوات المعتدلة إلى رفع صوتها في مواجهة أولئك الذين يحاولون تأجيج التوتر. توغّل استيطاني على صعيد آخر وفي تمدّد استيطاني جديد لتقطيع أوصال أراضي الفلسطينيين تعكف سلطات الاحتلال ممثلة فيما يسمى وزارة الإسكان على إعداد مخطّط استيطاني جديد يتضمن إقامة 1100 وحدة سكنية شمال شرق القدسالمحتلة من شأنها أن تفصل بين التجمعات السكنية الفلسطينية وتمنع إقامة تواصل جغرافي بين أحياء المدينة المقدسة والأطراف الجنوبية لرام الله. ومن شأن المخطّط الاستيطاني الجديد توسيع حدود البناء في القدس إلى الشرق والربط بين نافيه يعكوف ومستوطنة غيفاع بنيامين الواقعة شرق جدار الفصل العنصري. وذكرت صحيفة هاآرتس ال أن الحي الاستيطاني الجديد سيكون جزءاً من مستوطنة غيفاع بنيامين على طرفي جدار الفصل. ونقلت الصحيفة عن مصادر في المستوطنة أنّه تم في السابق دراسة مخطط مماثل إلّا أنه أسقط من جدول الأعمال لعدة أسباب بينها معارضة المستوطنين أنفسهم. وأكد وزير الإسكان يوآف غالانت تفاصيل المخطط قائلاً: سنكون في كل مكان يمكن البناء فيه من أجل توفير الحلول للضائقة السكنية خاصة في محيط القدس.