لتوخّي الازدحام والتهاب الأسعار أسر تشرع في اقتناء الأدوات المدرسية مبكرا أصبحت الأسر الجزائرية تهتدي إلى بعض الحلول من أجل المحافظة على ميزانيتها من الاختلال خاصة مع ضعف القدرة الشرائية والدخل المحدود ويعدّ الدخول المدرسي من بين الخطوات المهمة التي توليها الأسر بالاهتمام البالغ بالنظر إلى حاجة الأبناء لمختلف المستلزمات المدرسية إلى جانب المآزر والمحافظ بحيث شرع الأولياء في اقتناء الأدوات المدرسية ونحن على بعد أكثر من شهر عن الدخول المدرسي حسب ما تحكم به الظروف المادية المتدهورة لاسيما مع اقتران الدخول المدرسي مع عيد الأضحى المبارك.
نسيمة خباجة المتجول عبر الشوارع يشاهد طاولات بيع المآزر المدرسية التي يطغى عليها اللون الوردي والأزرق بالإضافة إلى إقبال الأولياء على المحلات التي تعرض الأدوات المدرسية والمحافظ ولا يشك أحد أن الأولياء ركضوا إلى التحضيرات المدرسية بعد مرور فترة وجيزة من العطلة الصيفية إلا أنها هي الحقيقة التي انتهجتها بعض الأسر وراحت إلى شراء الأدوات المدرسية قبل الدخول المدرسي بشهر كامل. تجار يشرعون في عرض المستلزمات المدرسية حتى الأسواق والطاولات لبست حلة جديدة غلبت عليها معروضات الدخول المدرسي من كراريس وسيالات وأقلام متنوعة ضف إلى ذلك المحافظ المدرسية والمآزر وهو ما وقفنا عليه بسوق ساحة الشهداء بحيث راحت إحدى الطاولات تعرض المآزر الخاصة بالبنات ووقفنا على اصطفاف النسوة بجانبها وكن يتفقدنها ويجربن بعضها على بناتهن اقتربنا منهن وحدثناهن عن أسباب الشروع المبكر في اقتناء المستلزمات المدرسية بكل أنواعها فقالت السيدة مريم إنها أم لأربعة أبناء يدرسون في مختلف الأطوار الابتدائي والمتوسط والثانوي لذلك ترعب كثيرا من تكاليف الدراسة وهي بدأت شيئا فشيئا في التحضيرات وتعول على اقتناء مئزرين لابنتيها اللتين تدرسان في الطور الابتدائي وهي تعول على اقتناء مآزر وردية وفق ما يتطلبه القانون الداخلي للمدرسة وعن الأسعار قالت إن المئزر هو بسعر 900 دينار وهي ترى أنه سعر جد ملائم وهو أحسن بكثير من الأسعار الملتهبة عبر المحلات والتي تصل إلى 1500 دينار. أما سيدة أخرى فوجدناها تقترب من أحد المحلات الذي اختص في عرض الأدوات المدرسية وكانت تسأله عن أسعار مختلف المستلزمات سألناها عن السبب فقالت إنها سوف تقتني بعض الأدوات لأبنائها وتنقص عن كاهلها عبء التكاليف الكبيرة للدخول المدرسي كما أنها بذلك تتفادى الزحمة التي تحصل عبر الطاولات والمحلات على حد سواء تزامنا مع الدخول المدرسي والإقبال الكبير للأولياء على شراء المستلزمات ما تعكسه تلك الطوابير بحيث وجدت أن الشراء المبكر للمستلزمات هو الحل.
نفقات الدخول المدرسي ترعب الأسر تقف بعض الأسر عاجزة أمام النفقات الكبيرة التي يتطلبها الدخول المدرسي لاسيما الأسر متوسطة الدخل إلى جانب الأسر المعدمة والتي تستنجد ببعض الجمعيات الخيرية من أجل الحصول على مستلزمات الدراسة للأبناء خاصة في ظل الالتهاب الذي تشهده الأسعار وانتهاز الفرصة من طرف البائعين لإلهاب الجيوب بحيث بات الدخول المدرسي مثله مثل الأعياد الذي تشهد فيها أسعار الخضر والفواكه غلاء فاحشا بحيث يقتنص بعض التجار فرصة الدخول المدرسي لأجل إلهاب الجيوب وتحقيق مداخيل على حساب الأسر المغلوبة على أمرها والتي نجدها تخضع للأمر الواقع حفاظا على مستقبل الأبناء وما زاد من بلة الطين هو تزامن عيد الأضحى المبارك مع الدخول المدرسي في هذه السنة الأمر الدي زاد من رعب الأسر فهي لا تدري أين تتجه لميزانية الدخول المدرسي أم لميزانية عيد الأضحى المبارك وشراء الأضحية الأمر الذي أدى ببعض الأولياء إلى التحضير المبكر للدخول المدرسي والفراغ من تكاليفه المتهاطلة لتبقى الأنظار مشدودة إلى كبش العيد في الأيام القادمة وهو ما أوضحه السيد رشيد قال إن أغلب الأسر تنتظرها مناسبتين كل واحدة منهما أصعب من الأخرى وتحتاج إلى تكاليف معتبرة وهو الأمر الذي دفعه إلى شراء بعض الأدوات المدرسية وكذلك المحافظ والمآزر لأبنائه ليهتم فيما بعد بجمع مبلغ الأضحية خاصة وأن عادة النحر لا يستغني عنها في كل سنة قربانا لله تعالى وكسبا للأجر والثواب. وبذلك راحت الأسر إلى التحايل على مناسبتيم وشرعت في التحضير لهما منذ الآن لعلها تفلح في التوفيق بينهما واجتيازهما في أحسن الأحوال.