الجزائر كلها تحبس أنفاسها استعدادا لنهائيات كأس العالم 2010، التي سيكون »الخضر« ممثل العرب والمسلمين الوحيد فيها. والجزائريون يحسبون الدقائق والثواني التي باتت تفصلهم عن انطلاق الموعد الكبير. أما الأيام فمتروك أمر حسابها للقنوات الرياضية، التي أصبحت تعرف من أين تؤكل الكتف، وتدرك حجم هوس الجزائريين بمنتخبهم الذي أخرجهم إلى الشوارع عن بكرة أبيهم حين تأهل للمونديال في نوفمبر الماضي، ولذلك عمدت إلى تسطير شبكة برامجية خاصة، واضعة متابعة أخبار المنتخب الوطني الجزائري ضمن صدارة اهتماماتها، وهذا الأمر بقدر ما يمكنه أن يُشبع الحاجة المعلوماتية للمشاهد الجزائري بقدر ما يضعه عرضة لبعض المضاربات والاستغلال المالي أيضا. ولأول مرة منذ سنوات عديدة تتوارى »نجومية« امتحانات شهادة البكالوريا وراء نجومية لاعبي المنتخب الوطني، ولا تهتم وسائل الإعلام ولا شرائح المجتمع المختلفة بالعد التنازلي للباك، بل حتى التلاميذ الذين يضعون مستقبلهم على المحك خلال امتحانات البكالوريا، يبدون، بشكل عام، أقل تحمسا لنيل الشهادة الكبيرة من المونديال، ولو كان الأمر بيد بعضهم لقايضوا فوزهم بهذه الشهادة التي تفتح أمامهم أبواب الجامعة والمستقبل بفوز »الخضر« على إنجلترا أو تأهلها إلى الدور الثاني! هذا هو الحد الذي بلغه الاهتمام الجزائري بكأس العالم، والذي فاق كل التصورات والتوقعات، وأثبت أن الشعب الجزائري مجنون بكرة القدم، حتى أن صدمة غياب اللاعب مراد مغني عن المونديال لم تتسبب في حزن المدرب رابح سعدان واللاعبين وحدهم وإنما عموم الشعب الجزائري، الذي عاش ساعات حزينة وهو يتابع تداعيات الإعلان عن استحالة مشاركة »فنان الخضر« في كأس العالم، وهي صدمة بيّنت قيمة اللاعب في المنتخب، وبيّنت أيضا مكانة كرة القدم في الجزائر، التي أصبحت لا تفكر إلا في أرجل عدد من لاعبيها، غير مبالية بمصير الملايين من تلاميذها المقبلين على امتحانات مصيرية في مختلف الأطوار التعليمية!