أمراض نفسية إباحية وانتحار المخدرات الالكترونية... سلاح فتاك ضد الأطفال الإنترنت أو المخدرات الالكترونية بمختلف أنواعها وأشكالها صارت قنبلة موقوتة يهدد انفجارها الأطفال في كل وقت وحين فبعد أن كانت وإلى وقت قريب سببا في الأمراض النفسية وحتى الجسمية راحت إلى أبعد من ذلك وتسبّبت في إصابة الأطفال بالانحرافات السلوكية ونشر الإباحية في أوساطهم ودون هذا وذاك صارت تلك المخدرات الالكترونية سلاحا فتاكا يستعمل في قتل الأطفال بعد أن جعلت الإنترنت العالم قرية صغيرة وليس هناك داع لتنقل القاتل من اجل استكمال جرمه بل صار الموت عن طريق كبسة زر بهاتف أو حاسوب وباستعمال تطبيقات غريبة تتلخص في لعبة عجيبة وهي لعبة الحوت الأزرق . نسيمة خباجة ليس من الغريب أن نصل الى تلك النتائج بعد أن استعبدت الإنترنت كل الناس ومن مختلف الشرائح وأبعدتهم عن الحياة الاجتماعية وصلة الرحم وبدل النهل من علومها واستعمالها الإيجابي انحرف استعمالهم لها فأدت الى ويلات ومصائب تتنوع وتتعدد. قنابل بأيدي الأطفال تعتبر الأجهزة الالكترونية بمختلف أنواعها عبارة عن قنابل مهددة بالانفجار في كل وقت وحين ولعل لعبة الحوت الازرق التي قتلت الأطفال أصدق مثال فكم من والد سعى في إسعاد ابنه بهدية هي عباره عن جهاز كان فيه فساد إبنه ودمار أخلاق !! وهذا يعتبر من غش الرعية وبناء على ما نعيشه في هذا الزمن من انتشار شبكات الخطف ومخدرات العقول التي خطفت الدين والأخلاق نقدم هذه الكلمات نصحا للأمة نصيحة مشفقة محبة لإخوانها المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عموما وتحذيرهم مما انتشر في بلاد المسلمين من الإنفتاح على التقنيات والجوالات وشبكات الإنترنت ومانتج عن ذلك من وجودها في كل بيت ومايدور فيها من إلحاد وكفر وشبهات وفتن ومقاطع الفجور والعهر والإباحية مما سهل تناوله وتيسر الوصول إليه للصغير والكبير. ومع ذلك صار أكثر الآباء والأمهات في غفلة عما يدور في أيدي أبناءهم وبناتهن وأطفالهم بل ربما كانوا هم السبب في إيصال هذه الأجهزة بأيديهم وفتحوا هذه الشبكات على مصراعيها وتفننوا في اختيار أعلى السرعات وعلى مدار اليوم .. هدر للأوقات والأعمار من موقع إلى آخر ومن مقطع إلى آخر ومن سناب إلى آخر ومن حساب إلى آخر تعرف وتنكر كل يوم فتنة جديدة انعزال فكري وروحي قد أصبحت أصنام للقلوب عاكفين عليها بكل لهفة وشوق يتمسحون بها كل وقت وحين فماذا دهانا يا أمة الإسلام... ألم نسمع قول الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ( التحريم : 6). فالواقع مؤلم والنتيجة أشد ألما. .أطفال يتلفظون الكفر والإلحاد ! أطفال يتابعون أفلام الرعب والقتل والإعتداء وأطفال يتناقلون مواقع إباحية أب يكتشف ابنته ذات 10 سنوات ترسل لصديقتها كيف تتعلم الحب وأم تكتشف ابنها يلعب مع مسيحي ويحاوره عن الديانة المسيحية أم تتفاجأ أن ابنها أصبح مع عبدة الشيطان ومواقع تحرض على تعلم فنون السرقة والغصب الى جانب الألعاب الشيطانية! طفل يقف وسط زملاءه يطلب منهم إغلاق المصحف لأنه سوف يستدعي جني للعب معه وقصص واقعية وما خفي أعظم.. هل ننتظر حتى تقع الطامة والمصيبة؟ وهل أصبحت هذه الشبكات ضرورة في كل بيت وعلى مدار الساعة ولا محدود ليعلم كل أب وأم أن هذه أمانة ورعية سوف يسأل عنها أمام الله ... عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاع وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاع وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاع وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاع وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه البخاري ومسلم. وهذا الحديث أصل في تحمل المسؤولية التي سوف يحاسب عنها الإنسان يوم القيامة وهذه درجات المسؤولية كل مسؤول فكما نمنع عنهم البرد والحر والجوع !! نمنع عنهم فساد الدين والأخلاق ! أطفال يتصفحون المواقع الإباحية وقد شعر المجتمع بهذا الخطر فعقدت عدة مؤتمرات لدراسة كيف نحمي الأطفال من خطر هذه الشبكات وألفت الكتب في بيان خطرها على الناشئة يقول د . محمد علي صالح الغامدي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى -المملكة العربية السعودية في كتابه الإنترنت وخطره وهذه النافذة التي فتحت هي الإنترنت أو ما يحلو للبعض بتسميتها بالشبكة العنكبوتية فلقد اقتحمت الإنترنت حياتنا ودخلتها على حين غفلة منا لم ندرك متاهاتها تقبلناها بنوع من السذاجة في كونها مصدراً للنهل من العلم والثقافة لم نجعل لها ضوابط تغاضينا بمحض إرادتنا عن الساعات الطويلة التي يقضيها أطفالنا في دهاليزها نسينا أو تناسينا (بسبب انشغالنا) عن التحري عما يصل إلى أسماع أطفالنا أو ما تراه أعينهم والنتيجة أصبح العديد من أطفالنا ضحايا أبرياء لهذه الشبكة العنكبوتية المترامية الأطراف فأدمنوا عليها وتاهوا في سراديبها فمن التشات مروراً بمواقع الكورة وتنزيل الأغاني الحديثة والكليبات. وتفيد الإحصاءات بأن 63 من المراهقين الذين يرتادون صفحات المواقع الإباحية لا يدري أولياء أمورهم طبيعة ما يتصفحونه وأن أكثر مستخدمي المواد الإباحية تراوح أعمارهم بين 12 و 17 سنة. والصفحات الإباحية تمثل بلا منافس أكثر فئات صفحات الإنترنت بحثاً وطلباً. !! الإنترنت خطر على الناشئة من أبرز مخاطر الإنترنت على الناشئة ما يلي : - الانعزال والانطوائية للمستخدم والتعرف على صحبة السوء. - زعزعة العقائد والتشكيك فيها ونشر الكفر والإلحاد. - الوقوع في شراك التنصير وتدمير الأخلاق ونشر الرذائل. - التقليد الأعمى للنصارى والافتتان ببلادهم وإهمال الصلاة وضعف الاهتمام بها. - التعرف على أساليب الإرهاب والتخريب الى جانب الغرق في أوحال الدعارة والفساد. - إشاعة الخمول والكسل والإصابة بالأمراض النفسية وإضاعة مستوى التعليم . وبناء على انتشار هذا البلاء والبحر الجارف ظهرت آثار هذا الإنفتاح وصرنا نسمع مايسمى بالتحرش الجنسي وخصوصا بالأطفال. كلكم راع حذّر النبي {صلى الله عليه وسلم} من الغش وتوعّد فاعله وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً. فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني وفي رواية من غشنا فليس مناوفي لفظ ليس منا من غشنا [رواه مسلم] وكفى بقوله صلى الله عليه وسلم ليس منا زاجراً عن الغش ورادعاً من الوقوع في مستنقعه ! وليست بصدد التفصيل في أنواعه وأشكاله وصوره ومظاهرة فهي كثيرة ولا تخفى وإنما أردت في هذه المقالة بيان أمر من الأمور المهمة في تربية الأبناء وأهمية تربيتهم على الإيمان والتوحيد وحفظهم من الشبهات والشهوات وبيان أن اهمالهنّ في ذلك يعتبر نوعا من أعظم غش الرعية التي سوف يسألنا الله عنها وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته! قال ابن القيم رحمه الله: وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه ففاته انتفاعه بولده وفوَّت عليه حظه في الدنيا والآخرة وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد- رأيت عامته من قبل الآباء ). ضرورة التحرك لمواجهة البلاء لاسيّما وقد لاح بارق الخطر وعاث مفسديه في الأرض فسادا ووصل الأمر الى حد المغامرة بحياة الأطفال بسبب لعب تافهة لا هدف منها بل بالعكس تغامر بحياة الأطفال على غرار لعبة -الحوت الأزرق- التي تصنع الحدث فلا بد فيه من تضافر كافة الجهود الفردية والجماعية لإصلاح أوضاع الجيل بكافة شرائحه ولابد على الجهات الرسمية الحد من هذه المواقع وحجبها والسعي لإيجاد حلول جذرية تستأصل جذور هذا الفساد وهذه المواقع الإباحية والإلحادية والتي اتجهت في الاخير الى الفتك بحياة الأطفال وتحرلايضهم على الانتحار وزرع الياس في نفوسهم . -وهناك دور بارز للمعلمين والمعلمات والمربين والمربيات في درء هذا الخطر وفتح المحاضن واحتواء الجيل والقيام بالدور المطلوب وبذل الجهد في إنقاذ الشباب واستغلال هذه الطاقات المهدرة وتوجيهها. وغرس العقيدة الصحيحة ومراقبة الله تعالى والقضاء على الفراغ الذي يعانيه النشء خاصة في فترة العطل وما يكون فيها من التفرغ لهذه الأجهزة ومن الواجب القدوة من خلال الاستخدام الصالح والمفيد لإنترنت والإستفادة من النشء في استخدام التقنية لنشر الإسلام والتعريف بمحاسنه وتحديد أوقات استخدام الشبكة وإغلاقها فيما عدا ذلك وعلى الأولياء فرض قواعد واضحة لاستخدام الإنترنت في المنزل تحدد فيها الأماكن والأوقات المسموحة والممنوعة واطلاعهم على البرامج والتطبيقات التي تجهل عن الانترنت والتعرف على المواقع التي يستخدمها الأولاد والجلوس معهم ومعرفة ماذا يدور في عالمهم ومن جلسائهم إلكترونيا. من الضروري استخدام أدوات التصفية للمحتوى المتاحة حاليا على جميع الأجهزة المحمولة ومنع الأطفال من امتلاك هذه الأجهزة وبيان خطرها عليهم والإلتفاف حول العلماء وربط الشباب بالعلماء والمربين وتوسعة المؤسسات الدعوية والتربوية التي يمكن أن تستوعب الشباب من الجنسين وإعداد البرامج المشوقة الجاذبة وما أحوج المجتمعات العربية لدور الحلقات ودور القرآن فكم أنقذ الله بها من جريح يحتضر وتائه يتخبط في دروب الظلال ومأسور في شباك الهوى والغفلة. فمن الواجب اليقظة لمواجهة ذلك السلاح الفتاك الذي تعدى في خطره الأسلحة النووية وصار هو من يزور الأطفال في بيوتهم دون دعوة والغرض هو القتل وفساد الأخلاق والإلحاد ونشر الأفكار الهدامة في عقول الأبرياء.