بعد ممارسة بعض النسوة لبعض الحرف المنزلية كتحضير بعض الأكلات التقليدية وبيعها في السوق على غرار الرشتة والكسكس والمسمن، من اجل تحقيق بعض المداخيل اتجهت أخريات إلى انتهاج حرف أخرى أفرزتها ولائم الأعراس، بحيث اختارت بعض الأسر أن لا تثقل كاهلها أو تشغل بالها بأي شيء وبعد الاعتماد على قاعات الزفاف راحت بعض ربات البيوت تجلب نسوة تخصصن في الطبخ وتحضير شتى أنواع المقبلات والمشروبات التي يقترحن توزيعها بهذه المناسبة البهيجة بل حتى هناك من يجلبن نسوة تخصصن في الطبخ وحتى بقيام بالأشغال المنزلية التي تفرزها مأدبة العشاء من غسل للصحون وتوزيع الأكل على المدعويين . وهو ما افرز مهنا وحرفا لم نكن نعرفها من قبل وهي وليدة أعراس اليوم التي باتت تختلف كثيرا عن أعراس الأمس من اغلب الجوانب حتى تلك التي تقام في البيوت فبعد أن كانت بعض العائلات تختار اقرب المقربين لتكليفهم ببعض الأعباء المقترنة بالأعراس كتحضير الأكل والشراب والاعتناء بالمدعويين مالت مؤخرا إلى جلب بعض النسوة اللواتي احترفن العمل في الأعراس والاسترزاق منها حلالا، بحيث تخصصت في الوقت الحالي وكالات جعلت على عاتقها تنظيم تلك المناسبات السعيدة التي لا ترض اغلب الأسر تعكير صفوها وتفادي أي خطوة من شأنها أن تجلب المشاكل أو تغضب أحدا من المدعويين أو الأقارب، وكن تلك النسوة بمثابة الفرج الذي غالبا ما يذع صيتهن بين معارفهن وحتى بين الأغراب وتستنجد بهم الأسر والعائلات اللواتي وجدت نفسها في مواجهة ورطات الأعراس وما يتبعها من أعباء وتحضيرات جمة تحقق راحة كل المدعويين خاصة وان اغلب الأسر لا تأبى إلا اجتياز المناسبة في ظروف ملائمة ومنظمة لتنال رضى جميع المدعويين وليكون العرس مثالا في التنظيم والاعتناء بالمدعويين. هؤلاء النسوة أصبحن ينتشرن في كل مكان من اجل الظفر بأصحاب الأعراس وكسب ثقتهم خاصة وانه ليس لأي كان الحظ لاقتحام مناسبة عائلية وما يتبعها من أجواء صاخبة، لذلك تختار الأسر المقبلة على أعراس نسوة من أهل الثقة لتفتح لهن أبواب بيوتها، هو حال السيدة وردة المقبلة على تزويج ابنتها في هذا الشهر قالت أنها وبعد الفراغ من تصديرتها منذ أيام تعكف على القيام بمأدبة عشاء في البيت قبل زفها إلى بيت زوجها واختارت جلب نسوة تكلفهن بتنظيم تلك المأدبة لا من حيث إعداد الوجبات ولا من حيث الاعتناء بالضيوف وما يفرزه العشاء من أشغال منزلية حتى لا تثقل كاهلها وتكتف فقط باستقبال الأقارب والاستمتاع بتلك الأجواء الحميمة ومن ثمة تضمن تنظيم عشاء ابنتها أحسن تنظيم فالفرحة هي فرحة العمر ويهون كل شيء في سبيل إنجاح المناسبة. ونرى انه على الرغم من تخصص قاعات الزفاف في توفير هؤلاء النسوة ووضعهن تحت تصرف أصحاب العرس راحت أخريات إلى التنقل حتى إلى البيوت من اجل تقديم تلك الخدمات التي أنقصت الأعباء الواقعة على كاهل العائلات في مثل تلك المناسبات لتبقى تلك المهن مهنا شريفة تنال منها هؤلاء النسوة أجرا عظيما إضافة إلى الأجر المادي الذي يدرونه لإعالة أسرهم كونهن شاركن في إتمام فرحة العمر في أحسن الأجواء.