الطريق العابر للصحراء يفكّ عزلة عاصمة أقصى الجنوب وفّى رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة بوعوده نحو أبناء ولاية تمنراست، بعد أن أصبح الماء الصالح للشرب يتدفّق في حنفيات أبناء الولاية على مدار 24 ساعة في اليوم· وكانت زيارة الرئيس أمس الثلاثاء لتمنراست مناسبة لتدشين منجزات أخرى تضاف إلى "الإنجاز المائي" الكبير· فقد دشّن رئيس الجمهورية أمس بتمنراست قطبا حضاريا يتوفّر على 1028 وحدة سكنية وجزءا من الطريق العابر للصحراء يربط بين تمنراست وعين فزّام على طول 20 كلم· وبعد تدشين نصب تذكاري سمّي "إيلمان" (يوجد الماء باللّغة التارفية) بوسط المدينة بمناسبة المشروع الكبير الخاصّ بتحويل الماء الشروب من عين صالح إلى تمنراست (750 كلم)، زار رئيس الجمهورية مخرج مدينة تمنراست حيث قام بتدشين جزء الطريق العابر للصحراء· ويعدّ الطريق العابر للصحراء مشروعا هامّا من شأنه المساهمة في فكّ العزلة عن الجنوب الكبير والمنطقة الحدودية، كما سيلعب دور ملتقى طرق جهوي مع استكمال الجزء العابر للنيجر· وتمّ الشروع في هذا الجزء الذي يمتدّ على طول 420 كلم سنة 1999، حيث أنجز على ثلاث مراحل (بين 200 و2009) بتكلفة إجمالية تقدّر ب 22·7 ملايير دينار· وبخصوص القطب الحضري أدريان بتمنراست الذي أنجز في إطار المخطّط الخماسي 2005-2009 بتكلفة إجمالية تقدّر ب 6·1 مليار دينار فقد أنجز خلال عامين بين 2006 و2008 من قبل 24 مؤسسة إنجاز، ويتعلّق الأمر بمجموعة 1028 سكن أحدثت 2056 منصب شغل ومن شأنها المساهمة في تحسين الإطار المعيشي لمواطني تمنراست، خاصّة وأنها تتوفّر على كلّ تجهيزات المرافقة التي تليق بهذا الحي الجديد، لا سيّما مدارس ومتوسطة ومكتبة وعيادة متعدّدة الاختصاصات وفرع إداري واجتماعي و30 محلاّ ذا استعمال مهني ومركز علاج وأرضية للرياضة· وأوضح وزير السكن والعمران السيّد نور الدين موسى لرئيس الجمهورية أن نسبة شغل السكنات بتمنراست تقدّر ب 2·5 أشخاص لكلّ سكن، وسيتمّ تحسينها بفضل مشاريع مسجّلة في إطار البرنامج الخماسي 2010-2014· وبعد إنهاء زيارته، كان في توديع رئيس الجمهورية الذي كان مرفوقا بعدّة وزراء بمطار باي آق آخاموخ السلطات المحلّية للولاية وأعيان منطقة الأهفار· ** تمنراست على موعد مع الازدهار يُنتظر أن تشهد مدينة تمنراست التي حظيت أمس الثلاثاء بزيارة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة تطوّرا يليق بمستوى وضعها المتمثّل في عاصمة الأهفار من خلال خاصّة المشروع الكبير لنقل المياه الصالحة للشرب من عين صالح الذي دشّنه رسميا رئيس الجمهورية· وقد تمّ تشغيل هذا المشروع الضخم الذي يبلغ طوله 750 كلم وبلغت كلفته الإجمالية 197 مليار دينار (حوالي ملياري دولار) من قبل وزير الموارد المائية السيّد عبد المالك سلاّل منذ 15 يوما· ويتمّ نقل الماء انطلاقا من عين صالح بفضل شبكة ذات قنوات مزدوجة يبلغ طولها 1200 كلم· ويرى المختصّون أنه بالنّظر إلى أهمّيته الاقتصادية والاستراتيجية سيكون للمشروع انعكاسا إيجابيا أكيدا على هذه المنطقة الجافّة بأكملها وغير المتطوّرة بالقدر الكافي، حيث يعدّ النّشاط محدودا والشغل نادرا· لهذا، تعتزم الحكومة إنشاء خلال هذه العشرية حوالي عشرة تجمّعات سكنية تضمّ كلّ واحدة منها 10.000 نسمة على طول هذا المشروع· وسيتشكّل "قلب" هذه التجمّعات السكنية من سكنات وظيفية مبرمجة للعمّال المكلّفين بتسيير واستغلال محطاّت الضخّ التي تنتمي إلى هذا المشروع، وسيتمّ تزويد هذه التجمّعات الحضرية بخدمات عمومية "ضرورية" على سبيل محطّات الخدمات ومراكز البريد ومراكز صحّية والهياكل المدرسية· كما تنوي الحكومة تطوير المناطق والقرى الواقعة على طول المشروع (أزيد من 750 كلم)، على غرار إين أمغل وتيت وأوتول وأراك· وبعد أن وصف نقل الماء الشروب "بمشروع القرن"، أوضح مدير الموارد المائية بوزارة الريّ السيّد مسعود ترة للصحفيين الحاضرين بتمنراست أن هذا المشروع سيسمح بتغطية حاجيات سكان عاصمة الأهفار وضواحيها "بشكل واسع" والمقدّرة ب 25.000 متر مكعّب يوميا، وأضاف أن الخزّان النّهائي بسعة 50.000 متر مكعّب موجّه لتخزين المياه المجمّعة انطلاقا من الآبار يضمن لتمنراست استقلالية في الماء الشروب تدوم يومين· وفي البداية سيتمّ التزويد بالطاقة بالوقود عن طريق تجهيزات غازية سيتمّ تشغيلها بفضل أنبوب نقل الغاز النايجيري (نيجيريا-أوروبا عبر الجزائر) التي تعبر إقليم ولاية تمنراست· ** تمنراست لم تعد معزولة يُنتظر أن يسمح شطر الطريق العابر للصحراء والرّابط بين تمنراست وعين فزّام (420 كلم) المنجز منذ 2009 على ثلاث مراحل بفكّ العزلة عن المنطقة الحدودية ويرتقي بعاصمة الأهفار إلى مرتبة العاصمة الجهوية بعد استكمال الجزء الواقع بالنّيجر· وكانت النّدوة الإفريقية ال 19 لوزراء الصناعة التي انعقدت مؤخّرا بالجزائر أكّدت على ضرورة تطوير المنشآت القاعدية الخاصّة بالطرقات والسكك الحديدية بين النّيجر ومالي وبوركينا فاسو، مؤكّدة أن محور الطريق الجزائر-تنمراست قد يمنح إمكانية فكّ العزلة عن بلدان منطقة الساحل الإفريقي· وكان وزير الداخلية والجماعات المحلّية السيّد دحّو ولد قابلية قد أعلن عقب لقاء مع أعيان مناطق الجنوب الجزائري أنه يجري إعداد برنامج تكميلي من أجل تنمية المناطق الجنوبية· وفي هذا الخصوص، صرّح الوزير بأن "هذه البرامج التكميلية كاملة وتخصّ كافّة قطاعات الحياة كتطوير الاقتصاد وترقية الشباب والمرأة وإنجاز مشاريع منشآت قاعدية"· ومن جهة أخرى، أوضح الوزير أن البرنامج التكميلي الموجّه لولاية تنمراست يتضمّن أيضا إنجاز ثلاث قرى قريبة من مشروع تحويل المياه لعين صالح· وقد كشف السيّد ولد قابلية أن ثلاث وزارات (الموارد المائية والداخلية وتهيئة الإقليم) تعمل على تحديد المواقع "المناسبة أكثر" لإنجاز القرى الجديدة الثلاث·