يشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم على تدشين مشروع تحويل مياه عين صالح إلى مدينة تمنراست والمناطق المجاورة لها وهو المشروع التاريخي الذي يحمل أمل الحياة والأمان لسكان المنطقة ويسجل للجزائر نجاحها الكبير في تجسيد مشروع استراتيجي يعد تحديا تكنولوجيا ضخما، ضخامة الجهود والمنشآت والتكاليف التي اقتضاها المشروع. وسيضمن هذا الإنجاز الكبير الذي رصدت له الدولة 197 مليار دينار تزويد سكان مدينة تمنراست وبلدياتها ب100 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب إلى غضون سنة 2040 على اقل تقدير بمعدل 250 مترا مكعبا يوميا، مع ما ستجلبه هذه الكمية المعتبرة من المياه من حياة وأمن لسكان الولاية الذين عانوا ندرة هذه المادة الحيوية لسنوات طويلة، إلى أن جاءت سنة 2008 التي جلبت لهم الأمل مع زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أعطى حينها إشارة انطلاق هذا المشروع العملاق. واليوم وسكان تمنراست يستبشرون خيرا بوصول الكميات الأولى من المياه من عين صالح الجوفية والمقدرة ب50 ألف متر مكعب، يعود الرئيس بوتفليقة إلى المنطقة ليعلن وفاءه بوعوده أمام سكانها وليدشن رسميا مشروع التحويل الضخم وما يتصل به من منشآت هامة على غرار محطات الضخ التي ترفع المياه الجوفية إلى علو 1200 متر لتوصلها السطح، ومنها إلى حنفيات سكان تمنراست، عبر نظام النقل الذي يشمل 1300 كلم من القنوات. وفي هذا الإطار يدشن رئيس الجمهورية بمدينة تمنراست إحدى محطات الضخ ال6 للمشروع، ومعها نصبا تذكاريا يخلد الإنجاز العملاق والجهود الجبارة التي بذلت لتجسيده في الميدان، وقد أطلق على هذا النصب اسم ''يلا أمان'' وهي عبارة امازيغية تعني ''يوجد الماء''. وإلى جانب مشروع التزويد بالمياه يدشن رئيس الجمهورية خلال زيارته الميدانية للولاية قطبا حضريا يضم 1028 مسكنا وعدة مرافق وملاحق عمومية، منها مدرستان ابتدائية ومتوسطة، عيادة متعددة الخدمات، مكتبة، مقر بلدية ومحلات تجارية، كما يشرف بالمناسبة على تدشين شطر الطريق الرابط بين تمنراست وعين قزام على مسافة 420 كلم وهو يمثل آخر شطر من حصة الجزائر في مشروع الطريق العابر للصحراء، الذي ينتهي بمدينة لاقوس بنيجيريا.