ج. سميرة أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم على أهمية كسر ذهنية الاستهانة بقدرات الشباب في تحمل المسؤوليات، سواء تجاه نفسه أو وطنه، موضحا أن على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن تثق في الشباب، وتأخذ بيده للوصول إلى المسؤولية. وأفاد عبد العزيز بلخادم لدى افتتاحه للندوة الوطنية التكوينية للشباب التي نظمها المكتب السياسي للحزب - أمانة الشباب والطلبة - تحت عنوان »الشباب والمشاركة السياسية«، أن الشباب الجزائري قادر على صنع المعجزات ورفع التحديات إذا وثق بإمكاناته وطموحاته، مبرزا في الوقت ذاته أن على الشباب عدم التسرع في تولي المسؤوليات؛ لأن الاستعجال يؤدي إلى التعثر. وأكد أن حزب جبهة التحرير الوطني لا يؤمن بصراع الأجيال وإنما بتواصل الأجيال، الذي يفضي إلى بناء الأمة وتشييد صرحها. وأضاف أن الدولة الجزائرية تعتبر الشباب شركاء في كل ما يهم شؤون بلادهم، وتعمل على أن يكون هؤلاء ذوي كفاءات علمية وبدنية من أجل الاستفادة من طاقاتهم التي إن استُغلت ستجعل الجزائر قوة يُحسب لها ألف حساب. وأشار الأمين العام للحزب إلى أن أفدح الأخطاء التي تُرتكب في حق شباب اليوم هي تجاهل مشاغله وطموحاته، والتقليل من قدراته في تحمّل المسؤوليات، وهو ما يولّد لديه روح الإحباط التي تدفع به إلى انسداد كل الآفاق أمامه، فيعمل على تدمير نفسه ومجتمعه من خلال التوغل في متاهات الانحراف بكل أشكالها. وفي ذات السياق، حث بلخادم كل محافظات الحزب عبر كامل التراب الوطني، على إنشاء خلايا إنصات موجهة لفائدة الشباب والطلبة، والعمل على الدفع بآمالهم وتطلعاتهم، مما يُكسبهم الثقة ويعطيهم جرعات من المسؤولية والروح الوطنية. وبخصوص الغاية من تنظيم هذه الندوة التي استفاد منها زهاء 317 شاب جامعي، أوضح بلخادم أنها تُعد ترجمة عملية للأفكار التي استحدثها المؤتمر التاسع للحزب من خلال إنشائه لأمانة الشباب والطلبة. وأضاف أن الهدف من هذه الندوة أيضا هو الحرص على الخروج بنتائج عملية تجعل الحزب يقف عند وسائل الجذب والإغراء لهذه الفئة، وكيفية دمجها في فكر النضال السياسي الذي يحمله حزب جبهة التحرير الوطني، وكذا تشخيص مواطن الخلل، وإعطاء الحلول الناجعة للقضاء عليها. وأعرب بلخادم عن أمله في أن تساهم هذه الندوة في الانتقال من مسألة »الشباب والمشاركة السياسية إلى الشباب ومقومات القيادة« أو »الشباب وأبجديات الحكم الراشد«. من جانبه، أبرز محمد لعقاب أستاذ بكلية الإعلام والاتصال دور الأحزاب في المجتمع؛ باعتبارها وسيلة للوصول إلى السلطة. واعتبر أن للأحزاب السياسية دورا هاما في إعادة التأهيل السياسي للشباب وتكوين شباب قادرين على تولي مسؤوليات سياسية وكذا حكومية. وتطرّق الأستاذ ناصر جابي (أستاذ في علم الاجتماع) إلى أهمية إقحام الشباب في العمل السياسي؛ باعتبار أنه لا يمكن لأي سياسة أن تنجح إلا إذا كان أساسها ومحورها وهدفها الشباب.